نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 343
ولم يقل أعطني هذا الصديق وخذ مني الخلافة. وأنا أقول قد ظفنا به بحمد الله ولم نر أحداً في دهره وافق الغرض فلم نر خلافه. ومنه فهذه يا بن شاهين أياديك البيض. تفرخ لك الشكر وتبيض. فلا دليل على ولاءي كاملاءي. ولا شاهد على ما في أحناءي كثناءي. ولا حجة على ودادي كتكرار شكرك وتردادي. انتهى. ولا خفا ما لهذا النثر من البلاغة. وحسن الصناعة والصياغة. وأما شعره فمن قوله مضمناً
سلا أحبه من لم يذب كمداً ... يوم الوداع وإن أجري الدموع دما
يا من يعز علينا أن نفارقهم ... من بعدكم هد ركن الصبر وانهدما
وإن ناي الجسم كرهاً عن منازلكم ... فالقلب ثاوٍ بها لم يصحب القدما
وما نسينا عهوداً للهوى كرمت ... نعم قرعنا عليها سنناً ندما
وأظلمت بالنوى أرجاء مقصدنا ... وصار وجدان ألف بعدكم عدما
وقوله أيضاً.
يا جيرة بانوا وأبقوا حسرة ... تجري أموري بعدهم وفق القضا
كم قلت إذ ودعتهم والأنس لا ... ينسى وعهد ودادهم لن ينقضا
يا موقف التوديع إن مدامعي ... فضت وفاضت في ثرى ذاك الفضا
وقوله في الشام حين فارقها
حمدت وحق الله للشام رحلة ... أباحت لعينيّ اجتلا محياه
وبعد التناءي صرت ارتاح للصبا ... لأن الصبا تسري بعارض رياه
فلله عهد قد أتاح بجلق ... سروراً فحياها الاله وحياه
وقال أيضاً وأجاد
تركت رسوم عزي في بلادي ... وصرت بمصر منسيّ الرسوم
ورضت النفس بالتجريد زهداً ... وقلت لها عن العلياء صومي
وقال أيضاً وهي قصيدة فريد أودعها ديباجة كتابه عرف الطيب
سبحان من قسم الحظو ... ظ فلا عتابه ولا ملامه
أعمى وأعشى ثم ذو بص ... ر وذرفاء اليمامه
ومسده أو جائر ... أو حائر يشكو ظلامه
لولا استقامة من هدا ... هـ لما تبينت العلامه
ومجاور القرر المخيف ... له البشارة بالسلامه
وأخو الحجى في ساير إلا ... وفات مرتقب حمامه
وكما مضى من قبله ... يمضي ولم يقض التزامه
والجاهل المغتر من ... لم يجعل التقوى زمامه
فليرفض العصيان من ... يخشى من الله انتقامه
وليعتبر بسواه من ... لصلاحه صرف اهتمامه
فليبق في الدنيا الدن ... ية غير مرجوّ الادامه
من أرضعته ثديها ... في سرعة تبدي فطامه
من عز جانبه بها ... تنوي على الفور اهتضامه
وإذا نظرت فأين من ... منعته أو منحت مرامه
ومن الذي وهبته وصلاً ... ثم لم يخش انصرامه
ومن الذي مدت له ... حبلاً فلم يخف انفصامه
كم واحد غرته إذ ... سرته مخفرة ذمامه
قعدت به من حيث لم ... يعلم فلم يملك قيامه
أين الذين تقيأوا ... ظل السيادة والزعامه
أين الملوك ذووا الريا ... سة والسياسة والصرامه
وبنوا أمية حين جمع ... عصرهم لهم قيامه
وتمكنوا ممن يحاول ... نقض ما شاؤا انبرامه
وتعشقوا لما بد ... لهم محيا الأرض شامه
حتى تقلص ظلهم ... وأراهم الدهر احترامه
أين الخلائق من بني ... الباس والبر القسامه
أين الرشيد وأهله ... وبنوه أصحاب الشهامه
ووزيره يحيى وجعفر ... ابنه الراوي احتشامه
والفضل مدنيّ يقول ... لمن يلوم على الندامه
أم أين عنترة الشجاع ... وذو الجدى كعب بن مامه
والزاعمون بجهلهم ... إن القبور صدى وهامه
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 343