نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 78
وشجعوا أنفساً منهم قد امتلأت ... جبنا وظنوا بان الظن لم يخب
ظنوا بأن الجبال الشم نافعة ... وإنهم فئة غلب ذوو غلب
فخيب الله ما ظنوا وقد خذلوا ... حقاً ولم يجدوا منجاً سوى الهرب
قلوبهم خشيت أبصارهم عميت ... شاهت وجوههم خوفاً من العطب
سطا بهم فتراهم ذا يفر وذا ... غدا يقر بما لاقاه من شجب
أين المفر وخيل الله طالبة ... والسعد يغتالهم كالصيد من كتب
فمن يبلغ عني غير معتذر ... سكان غمد مقالاً ليس بالكذب
بني عفيف وعبساً ثم خلفهم ... ثقيف ترعة من ناءٍ ومقترب
ما أنتم والمعالي يا بني لكعٍ ... ونسل حجاج شرابن وشرأب
ما أنتم وقراع البيض يوم وغى ... في مقنب حفل أو محفل لجب
أتحسبون الوغي حرثاً بمزرعة ... أو سقى أرض بها شيء من العنب
حتى وطئتم على ذل ومنقصة ... مواضياً ما لكم فيهن من ذرب
وقمتم قومة الشيطان في منع ... من قنّة لا على أمن وفي رعب
ان تنكروا لأبي عجلان فرسته ... فيكم وفيمن مضى منكم مدي الحقب
سلوا مواضيه عن أبناء عمكم ... ثقيف يوم لقيتم معشر الوشب
تنبيكم كيف ناشتهم بواتره ... عن دارهم نوش قرم دارع ذرب
ما زال يركض مع أبنا أبيه بها ... والنصر يقدم معواناً على النوب
حتى إذا أينعت للقطف ارؤسهم ... وحان بالسيف منهم منتهى النجب
أمست ديارهم للوحش معتركاً ... وأصبح الرأس منهم موضع الذنب
سلوا الحريبة عن صبح ووقعته ... وقت الضحى ومثار النقع في الكثب
لما تعدوا على شاووش خلعته ... ونابذوه ولم يخشوه في العقب
فدكهم بخميس لو تدك به ... هضاب رضوى لعادت منه في خرب
حتى استقامت له فيهم أوامره ... بالسيف واستنقذ الأرواح بالنشب
سلوا بجيلة عما كان في نضد ... فوقعة الرجل ترميكم على الركب
نسيتم أو تناسيتم وقائعه ... وقرعه البيض بالخطية السلب
هلا رجعتم وتبتم قبل سطوته ... فيكم وسرتم إلى علياه في رغب
وسقتم المال في مرضاته فعسى ... يفضي قليلاً ومن للقرع بالزغب
فللحروب رجال يعرفون بها ... وللدواوين حساب ذوو كتب
لكنكم حين أيقنتم بفرسته ... حقيقة واستلاب الروح والعقب
وشمتم الذبح في أخلافكم وغدت ... ديارهم مأتماً للويل والحرب
وأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ... وكل منجدل منهم ومنتحب
لنتم إليه وجئتم باذلين له ... طوعاً على رهب من أخذة الريب
فجاد بالعفو إحساناً ومكرمة ... عن اقتدار وما هذا من العجب
فما القضاء بكم يشفى ضمائره ... إن القضاء من الأكفاء في الطلب
والعفو عن مجرم من بعد مقدرة ... والصفح عن ذنبه نوع من القرب
فدتك نفسي أبا عجلان من ملك ... ترى المكارم فيه علة السبب
مننت بالعفو مذ دانوا إليك ولو ... دانوا سواك إليه الدهر لم يجب
فحزت فيهم ثواب العفو عن كرم ... وفزت بالنصر والآمال والأرب
فلا برحت قرير العين في دعة ... مبلغاً ظافراً بالسعد كل أبي
وأنت ملك بفعل الخير تأمر من ... بغى وتنهاه عن شر وعن شغب
مؤيداً برسول الله جدك والولي ... وابنيه والزهرا وكل نبي
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 78