فَبعث بِي إِلَى عبد الْملك فوهبني لفاطمة فَدَعَا بالبريد فَكتب إِلَى عَامل الْبَصْرَة فَأمره بردهَا إِلَى أَهلهَا
عذر عمر فِي تَأْخِير بعض الْأُمُور
قَالَ لما ولي عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ لَهُ ابْنه عبد الْملك إِنِّي لأرَاك يَا أبتاه قد أخرت أمورا كَثِيرَة كنت أحسبك لَو وليت سَاعَة من النَّهَار عجلتها ولوددت أَنَّك قد فعلت ذَلِك وَلَو فارت بِي وَبِك الْقُدُور قَالَ لَهُ عمر أَي بني إِنَّك على حسن قسم الله لَك وفيك بعض رَأْي أهل الحداثة وَالله مَا أَسْتَطِيع أَن أخرج لَهُم شَيْئا من الدّين إِلَّا وَمَعَهُ طرف من الدُّنْيَا أستلين بِهِ قُلُوبهم خوفًا أَن ينخرق عَليّ مِنْهُم مَا لَا طَاقَة لي بِهِ
استخلاص عمر حوانيت بحمص من ابْن الْوَلِيد وردهَا على أَصْحَابهَا
قَالَ وَكَانَ للوليد بن عبد الْملك ابْن يُقَال لَهُ روح وَكَانَ نَشأ فِي الْبَادِيَة فَكَأَنَّهُ أَعْرَابِي فَأتى نَاس من الْمُسلمين إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز يُخَاصِمُونَ روحا فِي حوانيت حمص وَكَانَت لَهُم أقطعه إِيَّاهَا أَبوهُ الْوَلِيد بن عبد الْملك فَقَالَ لَهُ عمر أردد عَلَيْهِم حوانيتهم قَالَ لَهُ روح هَذَا معي بسجل الْوَلِيد قَالَ وَمَا يُغني عَنْك سجل الْوَلِيد والحوانيت حوانيتهم قد قَامَت لَهُم الْبَيِّنَة عَلَيْهَا خل لَهُم حوانيتهم فَقَامَ روح والحمصي منصرفين فتوعد روح الْحِمصِي فَرجع الْحِمصِي إِلَى عمر فَقَالَ هُوَ وَالله متوعدني يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر لكعب بن حَامِد وَهُوَ على حرسه اخْرُج إِلَى روح يَا