نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 115
تلكم دياركم بالقف دارسة ... يستن فيها عجاج الصيف والهوج
قفراً خلاء المغاني ما يظل بها ... إلا الظباء وغربان مشاحيج
فيها أوار وآثار لعرصتها ... وماثل ناحل في الدار مشجوج
دار لناعمة بيضاء، حلتها ... عصب يمان وبرد فيه تدبيج
ومورد آجن سدم مناهله ... كأن ريق الدبى فيهن ممجوج
زارتك سلمة والظلماء داجية ... والعين هاجعة والروح معروج
فمرحباً بك من طيف ألم بنا ... وليس يا سلم بي في السلم تحريج
هل يدنينك من سلمى وجيرتها ... قلائص أرحبيات خراجيج
هدل المشافر أيديها موثقة ... زج وأرجلها زل، هزاليج
قالت: تغيرت عن ودي فقلت لها: ... لا والذي بيته يا سلم محجوج
ما أنس لا أنس منكم نظرة سلفت ... في يوم عيد ويوم العيد مخروج
فهذا، كما ترى، شعر كأنه الديباج، بل نظم الدر في حسن وصف، وإحكام رصف وهو الذي يقول:
نزل المشيب فما يريد براحا ... وقضى لبانته الشباب فراحا
لا تبعدن من أليل ذي لذة ... وغضارة تدع المراض صحاحا
ما كنت بائعه بشيء يشترى ... أبداً ولو أني أصبت رباحا
نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 115