نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 201
إذا راب الحليب فبل عليه ... ولا تحرج فما في ذاك حُبُ
فأطيب منه صافيةٌ شَمولٌ ... يطوف بكأسها ساق لبيبُ
أعاذلتي خلا رُشدي قديماً ... فشقى الآن جيبك لا أتوب
فذاك العيش لا شجر البوادي ... وذاك العيش لا اللبن الحليب
فأين البدو من إيوان كسرى ... وأين من الميادين الزروب
تُعيرني الذنوب، وأي حُر ... من الفتيان ليس له ذنوب
ومما ذكر من خصال أبي نواس المحمودة، ما حدثني به أحمد بن أبي عامر قال: حدثني سلمان شحطة. قال: كان أبو نواس عالماً فقيهاً، عارفاً بالأحكام والفتيا، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظ. ونظر ومعرفة بطرق الحديث، يعرف ناسخ القرآن ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وقد تأدب بالبصرة، وهي يومئذ أكثر بلاد الله علماً وفقهاً وأدباً، وكان أحفظ لأشعار القدماء والمخضرمين وأوائل الإسلاميين والمحدثين.
وحدثني محمد بن أحمد القصار قال: حدثني يوسف بن الداية
قال: قال لي أبو نواس: أحفظ. سبعمائة أرجوزة، وهي عزيزة في أيدي الناس، سوى المشهورة عندهم، وكان لزم بعد والبة بن الحباب خلفاً الأحمر، وكان خلف نسيج وحده في الشعر، فلما فرغ أبو نواس من إحكام هذه الفنون تفرغ للنوادر والمجون والمُلح، فحفظ منها شيئاً كثيراً حتى صار أغزر الناس، ثم أخذ في قول الشعر، فبرز على أقرانه، وبرع على أهل زمانه. ثم اتصل بالوزراء والأشراف، فجالسهم وعاشرهم، فتعلم منهم الظرف النظافة. فصار مثلاً في الناس، وأحبه الخاصة والعامة، وكان
نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 201