نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 308
أعرف عبد الله أمرها فكتبت إليه:
لله جوهرة يرو ... ق للعين حسن صفائها
أبصرتها فحمدتها ... من قبل حين جلائها
فندمت إلا كنت قد ... تركتها بغطائها
ورضيت واستمتعت م ... نها زهرها برواتها
فلما وصلت الأبيات إليه بعث بأخرى ظاهرها كباطنها، فبعث الأولى بخمسمائة دينار. وحدثني أبو الأسود المكي قال: حدثني ابن أبي عون المديني - وكان المديني فقيها - قال: كان محمد الباهلي من ألحف الناس إذا سال، وألحهم إذا استماح، مع كثرة ذكره للقناعة بشعره، وهو أحد جماعة كانوا يصفون أنفسهم بضد ما هم عليه حتى اشتهروا بذلك، منهم أبو نواس، كان يكثر ذكر اللواط ويتحلى به وهو أزنى من قرد. وأبو حكيمة كان يصف نفسه بالعنة والعجز عن النكاح وكان يقال له: إنه يقصر عن التيس. وجحشويه كان يصف نفسه القناعة والنزاهة وكان أحرص من الكلب، كان يركب النيل في ردهم واحد فضلاً عن غيره.
وهو أجود الشعراء لفظاً وألطفهم معنى، وهو القائل:
إن الأمور إذا سدت مسالكها ... فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبه ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
اطلب لرجلك قبل الخطو موضعها ... فمن علا زلقاً عن غرة زلجا
نام کتاب : طبقات الشعراء نویسنده : ابن المعتز جلد : 1 صفحه : 308