نظّمت لؤلؤ معي في جيده ... فكأنها فيه النجوم الأسعدِ
وله أيضاً: منسرح
وسنان ما أن يزال عارضه ... يعطف قلبي بعطفة اللامِ
أسلمني للهوى فواحزنا ... أن يزّني عفتي وإسلامي
لحاطه السهم وحاجبة ... وإنسان عينه رامِ
الأديب الحاج أبو عامر بن عيشون
رجل حل المشيدات والبلاقع، وحكى النسرين الطائر والواقع، واسيتمدر خلفي البوس والنهعيم، وقعد مقعد البائس والزعيم، فأونة في سماط، واخرى بين دارنك، وأنماط، ويماً في ناوس، وأخر في مجلس مانوس، رحل إلى المشرق فلم يحمد رحلته، ولم يعلق بأمل نحلته، فأرتد على عقبه، ورد من حباله الفوت إلى منتظره ومرتقبه، ومع هذا فله تحقق بالدب، وتدفق طبع إذا مدح أو نسب، وقد أثبت له ما تعلم به حقيقة نفاذه، وترى سرعة وخده في طرق الإحسان وأغذاذه، فمن ذلك ما كتب به إلي يستدعيني بفاس: طويل
أيا موضع الشكوى أراح نجيها ... غوارب آمالي عليّ شوارد
وروضة آداب تعهدها النهى ... فأزهارها تجنى تواما فواحدا
تهيم بعلياك النفوس جلالة ... فتحسد من حبّ عليك الحواسدا
تناهبن الأفكار انسى ولايد ... اذود بها فكرا عن النس ذائدا
يطارحني الوسواس حتى كأنما ... أساور منها كلّ حين أساودا
سوى أنّ قربا منك أن سمحت به ... ليالٍ ضنينات وسمنَ مجاودا
فأجلو بمرأك البهيّ نواظراً ... تبيت برغم المجد رمدا سواهدا
هلم إلى ورد من الأنس سائغ ... تظلّله الآداب هدلا موائدا
يرق جناها حكمة وبلاغة ... فتنظم مقطوعاتها والقصائدا
إذا أنتديت كابت قنا وقنابلا ... وأن عزلت كانت طلى وقلائدا
تثير على الأيّام حربا لعلّها ... تفيد لنا يوما إلى البين فائدا
تتوج بالمدكسات منك أناملا ... يظل لها تاج ابن ساسان ساجدا
وان أنا واقعت الجفاء فمغرم ... قد أورده حبّ المعالي المواردا
وأخبرني أنه دخل مصر وهو سار في ظلم البوس، عار من كل لبوس، قد خلا من