ذلك، قال جعفر بن شمس الخلافة «1» يصف رجلا يستكدي بأوراقه شعر:
أوراق كديته في بيت كلّ فتى ... على اتفاق معان واختلاف روي
يطبق «2» الأرض من سهل إلى جبل ... كأنها «3» خط ذاك السائح الهروي
وكان فيه مع ذلك فضيلة. وله معرفة بعلم السيما «4» . وبه تقدم عند الظاهر صاحب حلب. وبنى له المدرسة بظاهر حلب.
وقال القاضي «5» ورأيت على حائط الموضع الذي كان يلقى فيه الدروس من المدرسة المذكورة هذين البيتين:
رحم الله من دعا لأناس ... نزلوا هاهنا يريدون مصرا
نزلوا والخدود بيض فلما ... أزف «6» البين عدن «7» بالدمع حمرا
وتوفي في شهر رمضان في العشر الأوسط سنة إحدى عشرة وستمائة. انتهى.
وقال الذهبي. وله تواليف حسنة. وكان يعرف السيما. وبه تقدم عند الظاهر. وبنى له مدرسة بظاهر حلب فدرس بها، وصنف خطبا. ودفن في قبة المدرسة.
وقال جمال الدين واصل: كان عارفا بأنواع الحيل والشعبذة. وصنف خطبا وقدمها للناصر لدين الله فوقع له بالحسبة في سائر البلاد. وإحياء ما شاء من الموات والخطابة بحلب.
وكان هذا التوقيع بيده له به شرف، ولم يباشر شيئا من ذلك. انتهى.