وله:
ألجأني الدهر إلى معشر ... ما فيهم للخير مستمتع
إن حدثوا لم يفهموا سامعا ... أو حدثوا مجّوا ولم يسمعوا
تقدمي أخرني فيهم ... من ذمة الإحسان ما يصنع
وقد اجتاز هذا الرجل بحلب فجاء إلى المسجد الذي خارج باب الجنان، ويعرف بمشهد علي، وصلى فيه العصر. ووجد رجلا مسنا هناك فقال له: من أين يكون الشيخ.
فقال من صبيان حلب. فأعرض عنه ولم يكلمه.
وله:
لو كنت تعلم كل ما علم الورى ... طرا لكنت صديق كل العالم
لكن جهلت فصرت تحسب أن من ... يهوى خلاف هواك ليس بعالم
فاستحى أن الحق أصبح ظاهرا ... عما تقول وأنت شبه النائم
وهذا سنان «1» المذكور انقاد له جميع من في جبل السماق وادعوا فيه الألوهية وكانوا يحلفون به. أرسل الملك الناصر رسولا يهدده. فقال للرسول: سأريك الرجال الذين ألقاه بهم وأشار إلى جماعة من أصحابه أن يلقوا بأنفسهم من أعلى فألقوا نفوسهم واحدا بعد واحد فهلكوا. وكان هذا الرجل يعلم الصبيان بالبصرة «2» (105 ظ) م وقد مر وهو صاعد إلى الحصون على حمار أبيض حين ولاه إياها صاحب ألموت فمر باقميناس. فاراد أهلها أن يأخذوا حماره فبعد جهد ما تركوه. فلما بلغ من أمره ما بلغ وانقادوا إليه أحضرهم يوما وأوصاهم. وقال لهم عليكم بالصفا بعضكم لبعض ولا يمنعن أحدكم أخاه شيئا هو له.
فنزلوا إلى جبل السماق وقالوا قد أمرنا بالصفا وأن لا يمنع أحدنا صاحبه شيئا هو له فأخذ