ومن رسائل إخوان الصفا، وبنى في الشام حصونا لهذه الطائفة بعضها مستجدة، وبعضها كانت قديمة، وحصنها ووعّر مسالكها، وحذر الملوك خوفا من هجوم أصحابه عليهم بالقتل، ودام له الأمر بالشام نيفا وثلاثين سنة، وسير إليه داعي دعاتهم من ألموت جماعة عدة مرارا ليقتلوه، خوفا من استبداده بالرئاسة. فمنهم من يقتله ومنهم من يخدعه، ويثنيه عما سير لأجله.
ولما توفي وليّ مكانه شخص يدعى أبو منصور محمد.
إشارة: بهذا الجبل قرية اصطمك «1» . فيها مصنع عظيم للماء من بناء الروم مبنى بالحجر الهرقلي. على قناطر كثيرة، محكم البناء، وهو من عجائب الدنيا.
وكان أحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أبو الفضل قدم الشام ونزل بجبل السماق واستطاب ماءه. واستلذ هواءه. ولما رحل عنه قال:
يا جبل السماق سقيا لك ... ما فعل الضنى الذي حلك
فارقت أطلالك لا أنه ... قلاك قلبي لا ولا ملك
فأى لذاتك أبكي دما ... ماءك أم طيبك أم ظلك
أم نفحات منك تبدى إذا ... دمع الندى إثر الدجى ملك
«جبل بني عليم» :
منسوب إلى بني عليم بن جناب بن كلب بن وبرة وقد نزلوا هذا فعرف بهم.
وهذا الجبل من قرية المغارة «2» إلى قرية معرزاف «3» أ. ويشتمل على قرى نضرة