[جنكيز خان] : اعلم أن ملكهم الأول وطاغيتهم هو جنكز خان الذي خرب البلاد وأباد العباد وأنشأ «1» للتتار ذكرا، وقبله إنما كانوا ببادية الصين فملكوه عليهم وأطاعوه طاعة أصحاب نبي لنبي، بل طاعة العباد المخلصين لرب العالمين، وأمه تزعم أنها حملت به من شعاع الشمس أ؛ فلهذا لا يعرف له أب. والظاهر أنه مجهول النسب، ورأيت في مسند أبي يعلى ما يدل «2» على هذا وهو أن (حرقوسا) لما سأل علي رضي الله عنه أمه من أين هذا قالت: لا أدري إلا أني كنت أرعى غنما في الجاهلية (بالربذة) فغشيني شيء كهيئة الظل فحملت منه فولدت هذا. انتهى.
وهو الذي وضع الكتاب الموسوم (بالياسا) «3» والتي يتحاكمون ويحكمون بها وأكثرها تخالف شرائع الله وكتبه، وإنما هو شي اقترحه من عند نفسه وذكر بعضهم أنه كان يصعد جبلا ثم ينزل ثم يصعد، ثم ينزل حتى يعيا. ويقع مغشيا عليه. ويأمر من عنده أن يكتب ما يلقى على لسانه حينئذ. فإذا كان هذا هكذا فالظاهر أنه الشيطان كان ينطق على لسانه بما فيها.
وذكر الجويني أن بعض عبادهم كان يصعد الجبال في البرد الشديد فسمع قائلا يقول له: أنا قد كلفنا «4» جنكيز خان وذريته الأرض.
وفي كتابه: من زنى محصنا كان أو غير محصن قتل «5» وكذلك من لاط قتل. ومن تعمد الكذب قتل. ومن سحر قتل، ومن دخل بين اثنين يختصمان فأعان