ثم إنه يأمر من حضر بربط رجليه ويضربه عليها حتى يبكي.
[سعد الوراق وعيسى النصراني الفتى] «1» :
وحدث الخالدي «2» عن أبي بكر أحمد بن محمد الصنوبري «3» قال: كان بالرها «4» وراق يقال له سعد. وكان في دكانه مجلس كل ذي أدب، وكان حسن الأدب والفهم، يعمل شعرا رقيقا، فما كنا نفارق دكانه، أنا وأبو بكر المعوج الشامي وغيرنا من الشعراء وشعراء الشام وديار مصر. وكان تاجر بالرها نصراني من كبار تجارها، له ابن اسمه عيسى، من أحسن الناس وجها، وأحلاهم قدا، وأظرفهم منطقا. وكان يجلس إلينا، ويكتب عنا من أشعارنا، وجميعنا نحبه، ونميل إليه. وهو حينئذ صبي في الكتّاب. فعشقه سعد الوراق عشقا مبرحا. وكان يعمل فيه الأشعار؛ فمن ذلك وقد جلس في دكانه:
اجعل فؤادي دواة والمداد دمي ... وهاك فابري عظامي موضع القلم
وصير اللوح وجهي وامحه بيد ... فإن ذلك برءا لي «5» من السقم
ترى المعلم لا يدري بمن كلفي ... وأنت أشهر في الصبيان من علم