أحاديث استنكرها جدا فأحلت أمرها على الدبري لأن سماعه منه متأخر جدا والمناكير التي تقع في حديث عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا أنه صحف أو حرف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط والله أعلم وقال مسلمة في الصلة كان لا بأس به وكان العقيلي يصحح روايته وأدخله في الصحيح الذي لفه وأرخ بن بهزاد وفاته سنة أربع وثمانين وأورد له بن عدي عن إسحاق بن عيسى الرملي عن الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أنعم حديث الفقر على المؤمن ازين من العذار الحسن على خد الفرس وحديث لا يدخل أحد الجنة ألا بجواز ثم قال قال لنا إسحاق بن موسى كان هذا الحديث في كتاب عبد الرزاق في آخر الزكاة يعني الثاني فحمل الدبري الحديث الآخر عليه وسواه وهو حديث منكر.
[1085] "إسحاق" بن إبراهيم بن ماهان ويقال ميمون الموصلي أبو محمد ويقال له أبو صفوان المغني المشهور قال أبو الفرج الأصبهاني في ترجمته روى الحديث ولقى أهله مثل مالك وابن عيينة وإبراهيم بن سعد وأبي معاوية الأصرم وغيرهم من شيوخ العراق والحجاز وروى عنه ابنه حماد ومحمد بن عطية وكان بن الأعرابي يصفه بالصدق والحفظ وقال إبراهيم الحربي كان ثقة عالما وقال الخطيب كان حسن المعرفة حلو النادرة جيد الشعر سخيا وموضعه من العلم ومكانه من الأدب ومحله من الرواية وتقدمه في الشعر ومنزلته في المجالس أشهر من أن يدل عليها وأما الغناء فكان أصغر علومه حتى كان المأمون مع معرفته وعلمه يقول لولا ما سبق لإسحاق وشهرته عند الناس من الغناء لوليته القضاء بحضرتي لأنه أعف وأصدق وأكثر دينا وأمانة من كثير من القضاة.