نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث نویسنده : محمد بهجة الأثري جلد : 1 صفحه : 34
إن كل خصاله العبقرية المتحابة، ما كانت لتبلغه غايته، لولا امتلاكه هذه الخصلة من العلم الكلي بالسياسة الشرعية، وتصريفه شؤون الدعوة بها في كل حالاته.
تقوم هذه الخصلة العظيمة عند صاحب الحظ العظيم على الفكر العميق الذي يتعلق بالكليات أكثر مما يتعلق بالجزئيات، ويطلب الجوهر لا العرض، واللباب لا القشور، وتلتمس في كل ذلك أسباب الحكمة وحسن التلقي والعطاء.
تأملت في المنظور والمسموع من سيرة (محمد بن عبد الوهاب) ، وفي إدارته دفة ثورته التصحيحية ستين عاما، فوجدته يتمتع من هذه الخصلة بحظ عظيم، وأن علمه كله الذي اكتسب قد ارتبط عنده بالصيرة والتفكر والتدبر والحكمة، وبصيرته تدين لطبعه السليم ووعيه، ووعيه وعي كوني في أعماقه الفكرة الإلهية راسخة الجذور وتامة لحضور، وقد قامت عنده على سواء الإيمان العميق بالذات الإلهية، وعلى سواء الحق والنزاهة والإخلاص، ومدركاته تشير إلى النظر المحيط والتصفية والتيقظ للجوهر وطلبه. وجدته وهو ينقل هذه المدركات من أصول العلم الكلي بالسياسة الشرعية إلى تلاميذه والدعاة الذين أعدهم على سواء العلم والعمل والخلق، ويلزمهم العمل بها دائما وأن لا يفارقوها بحال من الحوال.
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث نویسنده : محمد بهجة الأثري جلد : 1 صفحه : 34