نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 107
بيضُ الوجوه لها بشرٌ تهلله ... يرى الغزالة ما إن مسها طفلُ
كريمةُ الحسن يستسقى الغمام بها ... وتشتفي من مرائيها لنا العلل
شم الأنوف ومأوى للضيوف، ومن ... يوفي بإجلالهم قد جاءه النَّفلُ
كواكبُ السَّعد لاحت في منازلهم ... إذ أقمروا في العلى والكل مكتمل
الله أكبرُ ما أسنى مقامهمُ ... فكم بهم فاز عند الله مضطئل
من ذا تمسك من أسبابهم فغدا ... بين الورى جيده من حليهم عطل
سلاسلٌ وفروع في البسيطة قد ... مدت فكانت بأصل الفضل تتصل
بيوتهم قد أبت إلاّ مفاخرهم ... حتى استطالت فلم يبلغ لها جبل
تسمو بفضل اقترابٍ من أعزَّ أبٍ ... لخير جدَّ وكلٌّ في العلى بزل
لكن أقربهم من جدهم نسباً ... لهم مزيةُ قربٍ ليس تنفصل
فالقربُ من سواهم محجوبٌ بقربهمُ ... والكل نجمهمُ في الفضل منصقل
فكلهمْ برسولُ الله متصلٌ ... يرتاب في فضلهم من قاده الزلل
وكل بيتٍ لهم يسمو بكل علا ... على سواه ولا تدنو له طول
تلك البيوت التي قد زاحمت شرفاً ... كواكب الأفق لما أهلها فضلوا
أشمُّها ما دنا من أفق جده إذ ... كان السَّوى لم يصل ما ملهم وصلوا
لذا بيوت بني الأشراف قد ظهرت ... شمَّاءَ من دونها قد كلَّت المقل
ما بين قرمٍ شريف قد سما شرفا ... يزاحم الشمس حيث الفضل يشتعل
ومن غدا علما لفظ الشريف له ... حقا له هامة النسرين ينتعل
آل الشريف ومن مثل الألى شرفوا ... بجدهم وبفضل ليس ينفصل
أل الشريف أسودٌ خيسِ تونسَ قد ... أمسى بهم في أمان ليس ينقهلُ
آل الشريف عقود قد سمت نسقاً ... وسطاهمُ الجوهرُ المكنون مكتمل
لهم كراماتُ أهل الفضل قد رويت ... وفي البسيطة قد سارت بها المثل
واليوم تاجهم القرم الهمامُ (أبو ... عبدِ الإله) الذي طابت به الحللُ
إمام جامعها المفتي بها وأخو ال ... ذكر الذي ليس عنه اليوم ينعزل
فكم له من مزايا غير قاصرة ... على الورى قد غدت في القطر تنهمل
وكم له دعوات قد أجيبَ لها ... من المهميمن إن ما قام يبتهل
يجاب مهما ابتغى من جده أملا ... جدَّا وهزلا كأن من لفظه الجزل
وهو الذي اليوم يستسقى الغمامُ به ... فيغتدي بعد طول الجدب يقتبل
نشاهد السَّحب من دعواه مرسلةٌ ... إنْ لم يكن وابل تأتي له الطللُ
أما كرامة برد النار من يده ... فالورد يشهد إن لم تشهد المقل
إذ مسّ ما عدَّ للتقطير منه على ... نارٍ فكانت كأن قد مسّها بللُ
وحين طال انتظار الطبخ اعلمهم ... فاستبدلوه فلم يعرض لهم مهلُ
وهكذا الفضل معهودٌ لوالده ... الصفوة المرتضى من بره العمل
أعني بذاك (أبا العباس أحمد) من ... له بكل جميل كاهلٌ عبل
أحيا الليالي بالذكر الحميد وبال ... شكر السديد وما غن رابه عذل
تبتُّلٌ وصلاةٌ عمَّرت بهما ... أكناف خلوته إذ كان ينعزل
وبالصلاة على الهادي له شغفٌ ... لا يعتريه على تكرارها مللُ
له "الدلائل" وردٌ كل باكرة ... خمس المرار وما عن ذاك ينفصل
وقد راى يلثمها وعندها يجد ال ... عبيق واللين لينا ما له مثل
ومرة يتوضا قد رآه فكا ... ن ذاك في يده المنديل يحتمل
حتى أتمّ منكراً عنه عوائده ... في نفسه وهو لا يدري بما يصل
وافاه في النوم خير الخلق يأمره ... بأنْ يرضيه كيما يمحق الزلل
وعندما جاءه أعفاه مشترطا ... كتما إذا لم يواري حين ينتقل
وفي استجابة ما يدعو به علمٌ ... علة القبول الذي أولى له الأزل
فإنه قد دعا يوماً على رجل ... عنه افترى فاغتدى بالموت ينتبل
وقد تبدت له في الكشف لائحة ... درى بها الناس ما قد حازه الرجل
فقبلَ موته من يومين أعلمهم ... فكان ما قال إذ قد جاءه الأجل
هذا ووالده الشيخ الهمام (أب ... عبد الإله) غدا بالفضل يكتمل
قد كان شهماً هماماً عالماً وله ... فخر النقابة سيفٌ دام ينصقل
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 107