نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 178
وحسانُ الحور منها أقبلت ... لتّحييكم وفيكم تخطب
برزت غلمانها يدعوننا ... يا حجيجاً أكرموا من يركب
فترجلنا وأركبناهمُ للمطايا عزّ ما قد رغبوا
إنهم من حي من تهواهمُ ... ولعينٍ ألفُ عين ترغب
فتسابقنا لأبارِ على ... نستقي منها ومنها المشرب
ودخلنا الباب نبكي خشيةً ... من ذنوب كثرت لا تحسب
فتنادينا: ظفرنا بالمنى ... وإلى باب السلام اقتربوا
فولجناه وما منّا فتى ... قابل الحجرة إلا يرهب
فترى القوم سكارى ما همُ ... بسكارى إنما هم أرهبوا
من خطايا معضلاتٍ عظمت ... حسبوا أنَّ بها تنقلب
علموا الذنب ولكن جهلوا ... عفو خير الخلق عمن يذنب
وتوجهنا لوجه المصطفى ... بدموع من عيون تسكب
فوجدنا قومه حفّوا به ... فهو في حجرته محتجب
بستورٍ وشّحت من نوره ... حجب الشمس علينا الكوكبُ
من وراء السّتر فيها نائم ... لا تقولوا ميتاً لا تكذبوا
إنما الميت من عاش ولم ... تكن الحسنى إليه تنسب
إنما من مات لا يشفع في ... من جنى وهو شفيع مرغب
لكن الرسل الكرام انتقلوا ... للعلا ما همْ إليه رغبوا
ورسول الله فينا طيّبٌ ... وهو منا ناظر لا يحجب
يا رسول الله جد بالعفو ول ... يبقَ مني في حماكم مقرب
بعد علمي أنّ ظهري مثقلٌ ... بخطيئاتٍ وأني مذنب
وذمام الحب لولا أنني ... واثق بالحلم ما أقترب
إنَّ ترباً خصَّ من بين الثرى ... لخطى أقدامكم منتخب
لا أراه لخطى أقدامنا ... كلّما تخطو جفانا الأدبُ
إنما حقَّ لذاك الترب أن ... تشتفي منه عيون تسكب
بدموعٍ تخمد النار التي ... في فؤادي حرها يلتهب
لبعادي من ديار أشرفت ... ورسول الله فيها يصحب
كان لي فيها مقام سبقتْ ... لي بها الحسنى ومن قبلي أبُ
لم يكن إذ ذاك من يمنعني ... من حبيب بل ولا لي مآرب
غير ما أصبوا إلى روضته ... أجتني من خير ما ينتخب
فمن القبر إلى منبره ... روضةٌ تقصر عنها الرُّتب
بتُّ فيها ليلة ما مثلها ... من شهور الدهر ألفُ تحسب
وتوجهت إلى محرابه ... قمت أقضي بعض [ما قد] يجب
وانقضى ليلي به منفرداً ... وصفا وقتي ممن يرقب
صبحوني عندما الفجر بدا ... نوره فيها ونعم المصحب
لم يكنْ لي شغفٌ إلا بهم ... منهمُ قومي ومنهم عرب
لا سوى حبهمُ عنديَ بل ... أكرم القوم لديَّ العرب
إنهم لي سادة فيهم بدا ... سيدُ الخلق ومنهم ينسب
وهو خير الأنبياء والرسل منْ ... جاءت الدنيا له تختطب
فتولّى معرضاً عنها وما ... ناله منها نصيبٌ يحسب
يا رسول الله أشكو فرقتي ... فدوائي عنكم لا يصعب
يا رسول الله غوثاً إنما ... مطلبي من غيركم لا يطلب
وكذا شوقي وأيم الله لا ... ينقضي حتى تماطَ الحجُب
فإذا لم تستقم لي عودةٌ ... عظم الكرب وبان العطب
يا بدوراً طال بعدي عنهمُ ... ورجائي فيهم لا يعزب
قمت فيهم طول ليلي ساهراً ... أرصد النجم متى ينقلب
يا لصحب بديار بعدت ... وإلى خير رسولٍ قربوا
جاههم أرجوه عند المصطفى ... لخلاصي جاههم لا يغلب
واسألوا الرضاءَ من طاعتهُ ... بكتاب الله شرعاً تجب
ذلكم حمودة باشا الذي ... ساد فينا منه جد وأب
فخرُ فحلٍ لعلي المرتضى ... لحسين بن علي ينسب
طيبٌ من طيبٍ من طيب ... وإذا ما طاب فهو الطيب
سيدٌ من سيدٍ من سيد ... فانتهى فخراً إليه الحسب
ذهب خلص من تبر وهل ... خالصات التبر إلا ذهب
هكذا المجد وإلاّ لا تقل ... مثل ذاك المجد مجد يحسب
دونكم مولاي قولاً جامعاً ... لمعالي المدح مما يعجب
باختصارِ اللفظ سهلُ نشرهِ ... كلما حاولته لا يحجب
فخرهفي كلمٍ حررتها ... بمقول صادق يستعذب
ذلك فخر القول لا ما أطنبوا ... بالذي يغري إليه الكذب
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 178