نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 226
فطوى ثوبنا على بلله وأغضى عن عيوبه وعلله لعد أن أطلعته على خيبة أمري وصدقته سن بكري واسحثنا في كتب هذه الإجازة، ونويت بعد أن لويت إنجازه، ثم ما وسعنا إلا إسعافه، عز علينا إخفاته وإخلافه، فأجبته لمطلوبه وأسعفته لمرغوبه حرصاً على دعوة خير يهديها، وضراعة في أوقات الاستجابة يبديها وقد أجزت الفاضل المذكور إجازة عامة مطلقة تامة بجميع ما أخذته، ولمشايخنا أسندته، بما تضمنه هذا الثبت وغيره وأجزته أيضاً بجميع ما قرأته وأخذته عن والدنا عن الشيخ محمد زيتونة عن شيخه الفاضل سيدي محمد الزرقاني عن والده الشيخ عبد الباقي عن شيخه سيدي علي الأجهوري فيما رواه عن مشايخه المشهورين قدس الله أسرارهم، وأخضل مزارهم، وبجميع ما أخذته عن غير هؤلاء بطريق من طرق الأخذ إجازة مشيدة البنيان معربة عن علو الشان، مسلسلة بالأيمة الأعيان، مجلية لصاحبها وقائلة أطرزي فإنك فاعله وأجزته أن يجيز غيره بالشرط المعروف عند أهل هذا الشان والله تعالى ينفع به في جميع الأحيان، وعليه في ذلك أن لا ينساني وأولادي من صالح دعواته ويخصني بالاستعطاف عقب دروسه وصلواته، والله أسأل أن يكلأه من الدهر ونكباته، ويلطف بنا وبه في القضاء وسطواته، إنه خير مأمول وأكرم مسؤول لا إله إلا هو. وصلى الله على سيدنا محمد وآله صلاة دائمة وفي رياض القبول سائمة ما اهتزت الأقلام، ما وتأنق بليغ في المبدأ والختام، والسلام من كاتبه ببنانه أسير خطاياه والمكبل في قيود خطاه الملتحف برداء الذنوب، عمر بن القاسم المحجوب، ستر الله عيوبه وكشف عنه خطوبه، ولم شعث تقصيره ومؤمن صنيعه عند مصيره بمنه وكرمه آمين.
وقدم لخطة الإشهاد فكان من ثقاة الموثقين، وجهابذة الراسخين، وأخذ الرتبة العالية في صناعتي التدريس والتوثيق، وسلك مسالك التحرير والتحقيق.
ولما عزل الشيخ عمر المحجوب من خطة القضاء وامتنع الشيخ إبراهيم الرياحي من البقاء على الخطة قدمه الأمير حمودة باشا لخطة القضاء صبيحة يوم السبت التاسع والعشرين من صفر الخير سنة 1221 إحدى وعشرين ومائتين وألف واستبشر بولايته الخاص والعام، وهنأه بها خاصة الأعلام.
ومن ذلك ما هنأه به تلميذه الأكتب الشاعر الشيخ الحبيب بن أحمد الأصرم، وكانت ولادته بأرض الجزائر سنة 1168 ثمان وستين ومائة وألف مدة تغرب والده مع الموالي الحسينيين، وقرأ بتونس وارتقى إلى دست الكتابة وكانت وفاته رابع المحرم سنة 1234 أربع وثلاثين ومائتين وألف، وكان شاعراً ومن شعره ما هنأ به صاحب الترجمة بولاية خطة القضاء وهو قوله: [الطويل]
محياك من شمس الظهيرة أنور ... وذكرك من زهر الحدائق أعطر
وإنك للدرُّ اليتيم الذي به ... ينافس أعيان الأنام ويفخر
إذا لحتَ ما بين السِّماكين طالعاً ... تراءت لك الألحاظ عجباً وكبَّروا
فخرك أضحى من عقائل عزه ... يجرُّ رداءً بالها يتبختر
فضلت تميماً في مسالك نظمهم ... ومنْ كنت ظل الكل عنك مقصر
ترقيت بالرأي الأصيل لرتبة ... يذل لها كسرى وبقصر قيصر
وكم لبست وشي الجلال وكيف لا ... وعمَّن سواك اليوم تزهو وتكبر
أيحكيك نحرير ومثلك في الورى ... كبحر عظيم بالغوامض يزخر
فلا زلت في حفظ منيع ورفعة ... وبطش شديد في أعاديك تظفر
يؤازرك الإسعاد والدهر قادم ... مطيع لما قد شئته حين تأمرُ
فباشر الخطة بعلمه وثباته وعدله ورسوخ قدمه في معرفة فقه القضاء واستحضار النوازل وسلك فيها مناهج المجتهدين وقام بحقوقها على أكمل وجه نحو العشرين سنة ثم قدمه الأمير عثمان باشا مفتياً ثالثاً تاسع ربيع الثاني سنة 1230 ثلاثين ومائتين وألف فأقام في الفتيا ثلاثة أشهر وأعيد إلى خطة القضاء سابع رجب، وأظهر في فقه القضاء من معارفه العجب.
ولما توفي العالم الصالح الشيخ محمد بن نصر القابسي ليلة الثلاثاء الثامن عشر من أشرف الربيعين سنة ثلاث وثلاثين تقدم عوضه لمشيخة المدرسة الأندلسية فأقام مع ذلك دروسها.
وفي أثناء ذلك ألف: 1 رسالة في الوقف أبدع في مغزاها، ورصعها لمن يحاول في رياض الفقه انتزاها، فقرظها شيخ الإسلام أبو عبد الله محمد بيرم الثاني بقوله: [البسيط]
رسالة لستَ تلفي ما يدانيها ... في حسن ألفاظها أوفي معانيها
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 226