نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 238
ومدحه في ذلك الختم الشيخ الطاهر بن عاشور بقصيدة بديعة وهي قوله: [الطويل]
لكَ الله من برق بدا متبسماً ... تألق ما بين المنازلِ والحمى
أضاء لطرفي بالعقيق معاهداً ... فهيج أشواق الفؤاد وتيّما
فديناك هل من ماءِ رامة رشفةً ... تعافى بها القلب الجريح من الظما
وهلْ تحسن الأخبار عن عرب النقا؟ ... فشنِّف بها سمعي وإن كنت أعجما
همُ خيّموا بالرَّقمتينِ وجوُّهمْ ... على البعد ما بين الترائب خيَّما
عذوليَ دعني والتصابيَ والنوى ... فما نفع التذكارُ سمعاً مصمَّما
أيرجىَ سلوِّي بعد ما عاهدت يدي ... أهيل ودادي عهد صدق محكَّما
ومن شيمتي حفظ العهود وصدقها ... وما كل عهد بالوفاء متمما
من الماجد الأسمى الذي قد علت ... له همة فوق السماك وغن سما
جليل كسا ركن الجلالة مفخراً ... وأوضح من معنى السيادة مبهما
هو الحبر والعلاَّمة الفرد من غدت ... مآثرهُ في غرة الدَّهر أنجما
هو البحر لكن ساغ عذب زلاله ... هو البدر إن ليل الجهالة أظلما
إمام محا رسم الضلال بهديه ... وأحيا سبيلاً للهدايةِ قيّما
إذا ثار نقع للخلاف وأشكلت ... مسالكه كان الرّئيسَ المحكما
وإن حمت يوماً نحوَ ساحلِ درسه ... رأيت من الياقوت عقداً منظَّما
جواهر تبدو كالزواهر في الدجى ... لقد أبدع النِّظام فيها وأحكما
وكم من مزايا دون معشار عشرها ... تخرس منطيق الثناء وألجما
ولا سيَّما هذا الختامُ الَّذي غدا ... على فخره سعد السعود مترجما
ختام به كان الشفاءُ من الهوى ... وحازت به الخضراء مجداً معظَّما
محا غيهبَ الأفكار طالعُ نوره ... وأضحى به العرفان عضبا مقوما
تباشرت الأرجاء منها وأشرقت ... وغنى به طيرُ الفلاة ورنَّما
وكم رام قطب الجد تهنئة به ... رأى ما قد رآه فأحجما
رأى طلعة الباشا المشير تحفها ... سرادق عزٍّ ما أجل وأنجما
مليكٌ يقاد النصرُ طوعاً لعزمه ... وإن عدت الأقيالُ كان المقدَّما
تصدى لحفظ الدين بالحزم والنهى ... فشيَّد أركاناً وأوضح معلما
وأحيا رسوم العلم بعدَ اندراسها ... وجيَّشَ في قهر البغاة عرمرما
بكل كمي الدرع صارم سيفه ... ترى فيه في يوم الوقيعة ضيغما
فأرهب أعداء الإله بصولة ... لو انبسطت لم تبق في الأرضِ مجرما
سرى صيتهُ في الخافقينَ فلن ترى ... لهيبته إلّا مطيعاً مسلِّما
ومن كان في نصر الشريعة حزمه ... حري بأن يحمى حماه ويعظما
تهنّى ملاذ العصر بالمفخر الذي ... ملأتْ به الآفاق بشرى وأنعما
يهنى به الإسلام والعلم والهدى ... ودهر زها من نشره وتبسَّما
وما هذه أولى أياد منحتها ... تسر الليالي منّةً وتكرما
أياد يغار الغيث من نفحاتها ... ولا غرو إذ كانت أعزَّ وأعظما
كفى بك فخراً للمريد وملجأً ... وحسبه أن والى علاك ويمَّما
ومدحه أيضاً الشيخ الباجي المسعودي بقصيدة نحا فيها منحى الأستاذ وهي قوله: [المتقارب]
لقد ساعفتنا بنيل الأمل ... وزارت على رغم من قد عذلْ
وحيّت وأحييت حبيباً به ... من الشوق ما لفظه لم يقلْ
تبدلت الغنج عن كحلها ... وبالدل عن حليها والحللْ
وتبسم عن مثل نظم الجمان ... وترمي المنادي بسيف المقل
حديث المتيِّم فيها صحيح ... فحدث ولا تخش فيه مللْ
لحى الله لاح على حبها ... أما يعرف الوجه أو يستدل؟
دليل عليها كمثل الشهابْ ... ومثل الشفاء بإثر العلل
وكابن سلامة في فضله ... وقد سار في الناس سيرَ المثلْ
إمام تسامت به تونسٌ ... وأبدت به زينةَ المحتفلْ
وبوّأه الله سبحانه ... من العلم والحلم فوقَ الأملْ
إذا ما تصدر في مجلس ... ترى الناس حلت ببرج الحمل
وإن بسطَ القولَ في درسه ... ترى كيف يبسط رقمُ الحلل
وإن أخذت خمسة ليراع ... ترى أهله حوله كالخول
أيا عضد الدين سعده ... ويا ناصر الحق سامي المحل
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 238