نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 399
أما بعد فإن ودي الأصم مكما تعلم لا يعارض ساطع برهان الوداد، تروح الكتب حين البعاد، وتحقيق الحقائق، بعد مسودات البطائق، ولله در من قال: المودة بانت محاملها وتصح دلائلها بمظنات الفؤاد، لا بمزرورات المواد، وأني لي أن أسلو على الصديق الأوفى، والحبيب الأصفى، والقرين الذي أقتطف منه أدبا ولطفأن وكيف يقع السلو والنسيان، بمغيبك على العيان، ومقرك في سويداء الجلجلان، ودلائل المودة قاطعة البرهان، ومآثر السيادة ساطعة للعيان، فإني لأذكر سيدي كلما طلعت الشمس، أو هب ريح في صباح وأمس أو نجم النجم أو عرض الغيث، أو لمع البرق أو ذكر الليث، أو ضحك الروض حين ما بشر بقدوم شباب الزمان، مثل ما هنا يوم قدومك إن شاء الله على زمرة الأهل والإخوان، فأين للشمس محياه، وللريح رياه، وللنجم علاه، وللغيث ما أسداه، وللبرق سناه، لليث حماه، وللروض سجاياه، ففي كل صالحة ذكراه، وفي كل حال أراه، فكيف أنساه، وأشده شوقاه، عسى الله أن يجمعنا وإياه، إنه مجيب الدوات ومانح العنايات ودمتم في حفظ وأمان، ويبلغك سلام شيخي الجميع سيدي محمد النجار والشيخ سيدي عمر بن الشيخ والسلام، من أخيكم محمد جعيط في 27 صفر الخير سنة 1292.
وكاتبني أيضاً الشيخ سيدي عمر بن أبي الضياف بما نصه.
أدام الله عافية أخينا الأبرع الجليل، الجهبذ الدراكة الحميل، حامل لواء الآداب، الآتي من بديع أساليبه بالعذب المستطاب، ذي الفكر الشفاف، الفرد المعدود بالآلاف، الذي سارت بأحاديث فضله الركبان، وتضمخت بعبير نظامه ونثاره عرصات البلدان، وكيف وهو الناظم الذي كؤوس نظامه تزري بالشمول، الناثر المزرية فرائده بالماس المصقول، الماجد الذي كرمت منه الأجناس وطابت الأصول، تاج المفرق وفضيلة المغرب على المشرق وإكليل العصر ومن أجليت له عرائس الأدب بدون قهر، العالم الكامل، الجامع لشتات الفضائل والفواضل الحبر الحلاحل، وبحر الداب الذي ليس له ساحل، أخي وعضدي والصارم الذي تصول به يدي، أخص بلك علم الأعلام وواحد الآحاد والحجة البينة على قولهم إخوان الوداد من إخوان الولاد، من لم أزل أدير في رياض أمداحه قداحي وكؤوسي، أبي عبد الله سيدي محمد السنوسي، أسبغ الله عليه ملابس إقباله وعرفه عوارف السعد في بكر الزمان وآله.
أما بعد إهداء سلام ألطف من النسيم مسراه، وأذكى مسراه، وأذكى من العنبر شميم رياه، فقد اتصل بنا كتابكم الكريم، المرصع بذلك الدر النظيم، المصحوب بجيوش العتب، لسائر الأحبة عن بخلهم بالكتب، القصيدة الفريدة التي نظمتموها في مدح صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره من رجال القيروان، المزرية بعقود الجمان، فهنيئاً لكم بامتداحكم لذلك الجناب الرحب، بإحراز السعادة وأعلاه الكعب، هذا وإني إن رمت أن أقرر ما عندي من الخلوص الذي تألق نوره، وثبت في صحف الإخلاص مسطوره، تضاق عنها واسع القرطاس، وأني لي بعد الرمل والأنفاس، ولو رمت أن أعارض عتابك بجيوش أشواقي الجرارة لعجزتم عن الدفاع، وأخذتم في الاسترجاع، كما نشكركم أن شرفتمونا بإرسال السلام في جوابكم، الموجه لخاصة أحبابكم من جر على الخضراء ذيول التيه والفخر، وبلغ في الاعتلاء إلى أن اقتعد الجوزاء وانتعل البدر، البحر الزاخر، والدر الفاخر، من لم تزل مودته على منوال الصفا منسوجه، الشيخ سيدي محمد بن الخوجه، كما تعرفت منه أن بدركم حل بهالة نابل، ورائد محبتكم قد تمتع بتلك العيون الدعج والجفون الذوابل، فكأني سيدي إذا طابت بها داره، وأماط بها تعبت به أسفاره، وواصل برياضها الصبوح بالغبوق، وأنشد لسان حاله تروع الليالي ثم بعد تروق.
[الطويل]
فما شئت من روض أريض ومنظر ... نضير ومن ظل هناك ظليل
وكأني به إذا طال له المقيل، وكيف وإلى نابل يشتاق كل نبيل، فليكن سيدي بهاته النعمة التي جاد بها الدهر متعتيأن لا زال طائر أفراخه واقفاً على تلك الأغصان والربى، والسلام العاطر رياه، الرائق محياه، من مخلص الود عمر بن أبي الضياف.
وكاتبني الفاضل الذكي السيد محمد الحشايشي بطالعتها أبيات وهذا نصها: [الخفيف]
قم خليلي مبكراً للجنان ... وأطلب الخير من وجوه حسانِ
طاب وقت الربيع فاغتنم الصَّف ... وَوبادر إليه فالعمر فانِ
طيب عيشس اللبيب بالذوق والأن ... س وخلّ موافق ودنان
نام کتاب : مسامرات الظريف بحسن التعريف نویسنده : السنوسي، محمد جلد : 1 صفحه : 399