لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، وقد كانت هذه الطائفة قبل ظهور الشيخ فيما تقدم موجودة في الشام والعراق ومصر، وغيرها بوجود أهل السنة وأهل الحديث في القرون المفضلة وبعدها، فلما اشتدت غربة الإسلام وقل أهل السنة واشتد النكير عليهم وسعى أهل البدع في إيصال المكر إليهم من الله بهذه الدعوة فقامت بها الحجة واستبانت الحجة، فيا سعادة من قبلها وأحبها ونصرها وذلك في فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وأهل العلم من أتباع السلف والأئمة لهم المصنفات المفيدة في بيان التوحيد توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، والكثير منها موجود بأيدي علماء المسلمين وما علمنا أحداً بعد القرن الثامن في حال اشتداد غربة الإسلام يذكر بمعرفة ما عليه أهل السنة في أنواع التوحيد أو يلتفت إلى كتبهم، ولا عرفوا الشرك الذي لا يغفره الله، فلذلك لم ينكره فيهم منكر، ولا أخبر بوقوعه من علمائهم مخبر، حتى أظهر الله هذا النور وشفى الله به الصدور وظهرت كتب أهل السنة وعظمت بمعرفتها والدعوة إليها المنة يعرف ذلك من عرفه وشكره وأحبه، وقبله فلا عبرة بمن أخلد إلى أرض الغفلة والإعراض وجهله.
المقام الخامس:
إن كان من ذكرنا ممن عاداهم من أهل نجد والإحساء وغيرهم من البوادي أهلكهم الله، ولحقتهم العقوبة حتى في الذراري والأموال، فصارت أموالهم فيئاً لأهل الإسلام، كما يروى عن زيد بن عمرو بن نفيل
عجبت وفي الليالي معجبات ... وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالا ... كثيرا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين بدار قوم ... فيربو منهم الطفل الصغير