صار في سنين ظهور الإسلام في نجد وما والاه حضر عند الشريف غالب مجاورا فسمع الشريف المذكور يسب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، فقال له: يا شريف لك علي من المعروف ما يوجب أن أنصح لك لا تقل هذا في الشيخ محمد بن عبد الوهاب فإنه قام بنجد وهم في أسوأ حال من الفساد والظلم، فجمعهم الله تعالى بعد التفرق والاختلاف وعلمهم مكارم الأخلاق، حتى ما ينبغي أن يقولوه في مخاطباتهم وما لا ينبغي أن يقولوه من الألفاظ المستكرهة فاحذر أن تذكره بسوء، وهذا الذي ذكره جاسر للشريف اعترف به كثير حتى من أهل مصر والشام والعراق اعترفوا بصحة هذه الدعوة الإسلامية والسنة المحمدية وأكثروا الدعاء له، وهذا من العبر والدلالة على صحة ما جدده شيخ الإسلام من الدين بعدما اشتدت غربته في كل زمان ومكان، وصار من يطلب العلم ويعلمه لا يعرف حقيقة التوحيد ولا ما ينافيه من الشرك والتنديد مع قرأتهم للقرآن والأحاديث، لكن جهلوا ما هو المراد من الحق الذي يأمرهم به رب العالمين، فظهر الحق بعد الخفا وتبين ما دلت عليهم الآيات المحكمات والبراهين البينات وتبين الحق بعد أن كان مجهولاً وعرف الباطل فصار بهذه الدعوة مخذولا فهذا مقام لا يخفى إلا على من جحد الحق وكابر وعاند ممن عميت بصيرته نعوذ بالله من رين الذنوب وموت القلوب.
المقام الثامن:
أن الله تعالى ألبس هذه الطائفة أفخر لباس واشتهر في الخاصة والعامة من الناس فلا يسميهم أحد إلا بالمسلمين، وهو الاسم الذي سمى الله به عباده المؤمنين من أصحاب سيد المرسلين، فقال: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} . فهذا الاسم ألحقه الله أصحاب رسوله وألحقه هذه الطائفة