وأن يتركوا ما كانوا يعبدونه من قبر أو طاغوت أو شجر أو حجر والناس يتبعه منهم الواحد والاثنان، فصاح به الأكثرون وحذروا منه الملوك وأغروهم بعداوته، حتى إن ابن حميد ملك الإحساء والقطيف والبادية أرسل إلى ابن معمر أمير العيينة أن يقتله أو ينفيه، فنفاه إلى الدرعية وتلقاه محمد بن سعود رحمه الله تعالى وأولاده وإخوته فصبروا على حرب القريب والبعيد حتى أظهر الله هذا الدين فنجا بدعوته من نجاه الله من الشرك والضلال وهلك بدعوته من هلك ممن بغى وطغى واستكبر وحسد وكل من دعا إلى ما دعت إليه الرسل لا بد أن يقع له من الناس ما وقع لهم، والمقصود ذكر نعمة الله تعالى على شيخنا وبيان كذب المفتري، وأنه نشأ في طلب العلم وتخرج على أهله في سن الصبا، ثم رحل لطلب العلم للبصرة مراراً وللإحساء ثم إلى المدينة والمعول على ما وهبه الله تعالى من الفهم والحفظ وتمييز الحق من الباطل ومعرفة حقيقة التوحيد وما ينافيه من الشرك الأكبر وسبيل أهل السنة، ومعرفة ما خالف السنة من البدع أعطاه الله في ذلك علماً عظيماً فصار بذلك يشبه أكابر علماء السنة وما كان عليه السلف الصالح، فصار آية في العلوم ونفع الله بدعوته الخلق الكثير، والجم الغفير، وبقيت علومه في الناس يعرفها العام والخاص من أهل نجد وغيره، وما أنكر هذه الدعوة الإسلامية بعد ظهورها في نجد وما والاه إلا جاهل معاند لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فدحضت بحمد الله حجة كل مجادل ومماحل، فأتم الله نعمته على من قبل هذه الدعوة الإسلامية وقد قال بعض العلماء رحمهم الله الإخلاص سبيل الخلاص، والإسلام مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان، فالحمد لله على هذه النعمة العظيمة التي لا نعمة أكبر منها ولا أعظم منها ولا أنفع إذا عرف مما تقدم ما افتراه ابن منصور على شيخنا وأنه صدر عن غير علم