إلى الله زلفى. ولم يقرأ نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور واتخاذها مساجد ولعن من فعل ذلك– وإذا لم تكن إقامة الأضرحة والطواف حولها وثنية فما هي الوثنية- لكن كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تنقض عرى الإسلام عرورة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية" ألم يكن شرك قوم نوح متمثلاً في دعاء الأموات، ألم تكن اللات ضريحاً لرجل صالح كان يَلُتُّ السويق للحاج فلما مات عكفوا عند قبره وطافوا حوله. ولو كان هذا الكلام صادراً عن عامي لا يعرف الحكم لهان الأمر، لأن العامي جاهل وتأثيره على الناس محدود. لكن الذي يؤسفنا أن يكون صادراً عمن يدعي العلم وقد صدرت عنه مؤلفات كثيرة. فهذا قد يكون تأثيره على الناس –خصوصاً- محدودي الثقافة شديداً نظراً لكثرة مؤلفاته وسمعته الواسعة وإحسان الظن به، ولكن الحق سينتصر بإذن الله {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} والعلم لا يقاس بكثرة الاصدرات وإنما يقاس بمدى معرفة الحق من الباطل والهدى من الضلال والعمل بذلك، وإلا فكيف يتصور من مسلم فضلاً من ينتسب إلى العلم أن يتفوه بأن الطواف بالأضرحة ليس من الوثنية، أليس الطواف عبادة. وصرف العبادة لغير الله وثنية وشرك، فالطائف بالأضرحة إن كان قصده التقرب إليها بذلك فلا شك أن هذا شرك أكبر، لأنه تقرب بالعبادة إلى غير الله –وإن كان قصده بالطواف حول الضريح التقرب إلى الله وحده فهذه بدعة ووسيلة إلى الشرك، لأن الله لم يشرع الطواف إلا حول الكعبة المشرفة، ولا يطاف بغيرها على وجه الأرض، هذا وإننا ندعو كل من بلغه شيء من تشويه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو قرأ شيئاً من الكتب التي تروج هذا التشويه أمثال كتب الشيخ محمد أبي زهرة فعليه أن يتثبت وأن يراجع كتب