الأحساء وغيرهم من أهل نجد –إلى أن قال: ثم إن شيخنا رحمه الله تعالى، قد تبين له بما فتح الله تعالى عليه ضلال من ضل باتخاذ الأنداد وعبادتها من دون الله في كل قطر وقرية إلا من شاء الله، فلما قضى الحج وقف في الملتزم وسأل الله تعالى أن يظهر هذا الدين بدعوته وأن يرزقه القبول من الناس، فخرج قاصداً المدينة مع الحاج يريد الشام، فعرض له بعض سراق الحجيج فضربوه وسلبوه وأخذوا ما معه وشجوا رأسه وعاقه ذلك عن سيره مع الحجاج، فقدم المدينة بعد أن خرج الحاج منها فأقام بها وحضر عند العلماء إذ ذاك منهم الشيخ محمد حياة السندي وأخذ عنه كتب الحديث إجازة في جميعها، وقراءة لبعضها، ووجد فيها بعض الحنابلة[1] فكتب كتاب الهدى لابن القيم بيده وكتب متن البخاري وحضر في النحو وحفظ ألفية ابن مالك.
حدثني بذلك حماد بن حمد عنه رحمهما الله، ثم رجع إلى نجد وهم على الحالة التي لا يحبها الله –انتهى المقصود[2].
فأنت ترى أيها القارئ من هذا السياق قوة الأسباب التي بذلها الشيخ لتحصيل العلم: كثرة الحفظ وكثرة القراءة والاطلاع وكثرة الرحلات في طلب العلم للتلقي عن العلماء مع شدة الذكاء والنية الصالحة –إن هذه الأسباب مع توفيق الله تعالى كفيلة بتوفر التحصيل وهذا ما حصل. [1] منهم الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف وابنه. [2] الدرر السنية 9/215-216.