وهذا كذب على الشيخ، لأنه كغيره من أئمة الهدى يرون أن الله قدر الخير والشر، وأنه لا يجري في ملكه ما لا يريد –فالشر يجري على العبد بسبب تصرفاته السيئة وهو من قبل الله تعالى قدراً وبإرادته الكونية –قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى. وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اعملوا فكل ميسر لما خلق له ".
6- في صفحة 199-200 يقول: أما ابن تيمية فيرى أنه لا تلازم بين الأمر والإرادة. فالله سبحانه وتعالى يريد الطاعات ويأمر بها، ولا يريد المعاصي التي تقع من بني آدم وينهى عنها، وإرادته للمعاصي من ناحية إرادة أسبابها. انتهى ...
وأقول: في هذا الذي نسبه إلى الشيخ إجمال ينبغي تفصيله، فقوله لا تلازم بين الأمر والإرادة.
الصواب: أن يقال لا تلازم بين الأمر الشرعي والإرادة الكونية. فقد يأمر شرعاً بما لا يريده كوناً. مثل الإيمان من الكافر. وقد يريد كونا ما لا يأمر به شرعاً، مثل الكفر والمعاصي، وذلك لأن الإرادة تنقسم إلى قسمين: إرادة كونية وإرادة شرعية، والأمر ينقسم إلى قسمين: أمر كوني، وأمر شرعي. فالإرادة الكونية والأمر الكوني ليس من لازمهما المحبة والرضا، وأما الإرادة الشرعية والأمر الشرعي فمن لازمهما المحبة والرضا، وهذا التقسيم هو الذي يتمشى مع منهج الشيخ الذي هو منهج السلف المبني على أدلة الكتاب والسنة فالله لا يأمر بالمعاصي ولا يريدها ولا يرضاها شرعاً، لكنه أرادها وأمر بها كوناً وقدراً، لأنه لا يقع في ملكه ما لا يريد، قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ