وقوله: حتى إن العامة منهم يعتبرون المدخن كالمشرك، هذه فرية أخرى، ولو صح أن أحداً من العامة حصل منه ذلك، فالعامي ليس بحجة يعاب به أهل العلم. ولكن عوام أهل نجد والحمد لله يعرفون من الحق أكثر مما يعرفه علماء الضلال، يعرفون ما هو الشرك وما هو المحرم الذي لا يعد شركاً بما يقرؤون وما يسمعون من دروس التوحيد، وكتب العقائد الصحيحة.
الوجه الثالث: قوله: كانوا في أول أمرهم يحرمون القهوة وما يماثلها –نقول: هذا كذب ظاهر. ولم يأت بما يثبت ما يقول، وما زال علماء نجد وعامتهم يشربون القهوة في مختلف العصور. وهذه كتبهم وفتاواهم ليس فيها شيء يؤيد ما يقوله. بل فيها ما يكذبه. فإن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمه الله أنكر على من قال بتحريم القهوة ورد عليه. وله في ذلك رسالة مطبوعة مشهورة.
الوجه الرابع: قوله: إن الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجردة، بل عمدت إلى حمل السيف لمحاربة المخالفين لهم باعتبار أنهم يحاربون البدع.
أقول: أولاً قوله إن الوهابية لم تقتصر على الدعوة المجردة يدل على جهله، فإن الدعوة المجردة لا تكفي. مع القدرة على مجاهدة أعداء الإسلام، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالدعوة والجهاد في سبيل الله.
ثانياً: قوله إنهم حملوا السيف لمحاربة من خالفهم –هذا كذب عليهم، فإنه لم يحاربوا خصومهم لمجرد مخالفتهم. بل حاربوهم لأحد