وثانياً: قوله إن التصوير لا يؤدي إلى وثنية قول مردود لأن التصوير من أعظم الوسائل التي تؤدي إلى الوثنية، كما حصل لقوم نوح لما صوروا الصالحين وعلقوا صورهم على مجالسهم وآل بهم الأمر إلى أن عبدوا تلك الصور- كما ورد ذلك في صحيح البخاري وغيره عند تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} .
الوجه السابع: قوله: إنهم توسعوا في معنى البدعة توسعاً غريباً حتى أنهم ليزعمون أن وضع ستائر على الروضة الشريفة أمر بدعي ولذلك منعوا تجديد الستائر عليها.
والجواب: عن ذلك أن نقول:
أولاً: هو لا يدري ما هي الروضة الشريفة فيظن أنها الحجرة النبوية –وليس الأمر كذلك فالروضة في المسجد. وهي ما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وبيته، لقوله صلى الله عليه وسلم: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "، والحجرة النبوية خارج الروضة، وكانت خارج المسجد قبل التوسعة.
ثانياً: الروضة لا يمكن وضع ستائر عليها ولا يتصور وإنما يقصد الحجرة النبوية يريد أن تجعل مثل الأضرحة القبورية فتجعل عليها الستور كما على الأضرحة وهذا لا يجوز.
أولاً: لأنه لم يكن من عمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين والقرون المفضلة، فلم يكن عليها ستائر في وقتهم. وثانياً: لأنه وسيلة إلى الشرك، بل ستر سائر الحيطان إسراف لا ينبغي فعله قال في المغني (7/9) غير الكعبة المشرفة.