نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 103
كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} [1] {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ... } الآية[2]. حيث قال: قوله: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} بالفاء.
ولم يذكر الغرض من ذلك ولعل ذلك لما سبق من إرادة تأمل القارئ وبحثه عن السبب، أو لظن عدم خفاء مثل ذلك على القارئ لشهرته.
والغرض من هذا- والله أعلم- أن الانتقام مترتب على طغيان قوم فرعون ومتسبب عن نكثهم، وذلك أن من أغراض العطف بالفاء السببية والتعقيب[3].
فظهر بما تقدم الحس البلاغي والنظر المتأمل عند الشيخ.
وقد وظف الشيخ البلاغة بشكل واضح لترسيخ بعض المعاني أو شرحها واستنباطها أو التحذير مما يخالفها.
فانظر إلى قوله- منبهاً على أعظم الأمور في حياة المسلم وهو التوحيد بدلالة أسلوب بلاغي بديع وهو الحصر بطريق النفي والإثبات الذي يذكره كثيراً حيث يقول: إن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" تتضمن النفي والإثبات، نفي الإلهية عما سوى الله سبحانه وتعالى، وإثباتها لله عز وجل[4].
ومما يستدل بها على هذا النفي والإثبات قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [5] فهذا دليل النفي، ودليل الإثبات: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} [6]. [1] سورة الأعراف: الآيتان "135، 136". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "304". [3] انظر مغني اللبيب لابن هشام "161:1- 163". [4] مؤلفات الشيخ/ القسم الخامس/ الرسائل الشخصية رقم "16" ص "105" "106"، ورقم "35" ص "174" والقسم الأول/ العقيدة/ الثلاثة الأصول ص "190" وتلقين أصول العقيدة للعامة ص "371". [5] سورة الزخرف: آية "36". [6] مؤلفات الشيخ/ القسم الأول/ العقيدة/ الثلاثة الأصول ص "190" وتلقين أصول العقيدة للعامة ص "371".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 103