responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد    جلد : 1  صفحه : 163
من الله أن يعيذك منه، واعتصمت به، كان هذا سببا في حضور القلب، فاعرف معنى هذه الكلمة، ولا تقلها باللسان فقط كما عليه أكثر الناس.
وأما البسملة: فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء، أو غير ذلك: "بِسْمِ اللَّهِ" لا بحولي ولا بقوتي، بل أفعل هذا الأمر مستعينا بالله متبركا باسمه تبارك وتعالى، هذا في كل أمر تسمى في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا فإذا أحضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله مستعينا به، متبرئا من الحول والقوة، كان هذا أكبر الأسباب في حضور القلب وطرد الموانع من كل خير[1].
فقد قرر رحمه الله خلال شرح معنى الاستعاذة والبسملة معنى الاستعاذة والاستعانة والالتجاء إلى الله عز وجل والإخلاص في ذلك وبين ما يترتب عليه من عون الله وتوفيقه وحمايته لعبده.
وعند قول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يتعرض الشيخ لإيضاح أنواع الحمد المستغرق في الآية فيقول:- اعلم أن الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري فأخرج بقوله: "الثناء باللسان" الثناء بالفعل الذي يسمى لسان الحال فذلك من نوع الشكر، وقوله: "على الجميل الاختياري" أي الذي يفعله الإنسان با رادته، وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحا لا حمدا، والفرق بين الحمد والشكر: أن الحمد يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان إحسانا إلى الحامد أو لم يكن، والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور، فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر، لأنه يكون على المحاسن والإحسان، فإن الله يحمد على ماله من الأسماء الحسنى، وما خلقه في الآخرة والأولي، ولهذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً} [2] الآية، وقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [3] إلى غير ذلك من الآيات.

[1] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "9".
[2] سورة الإسراء: آية "111".
[3] سورة الأنعام: آية "1".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست