نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 249
الثانية: قولهم: {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} لا نحصلها بأعمالنا ولا بحيلتنا.
الثالثة: قولهم: {وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً} طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشداً مع كونه عملاً صالحاً، فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه، أو يرجع على عقبيه، أو يثمر له العجب والكبر، وفى الحديث "وما قضيت لنا من قضاء فأجعل عاقبته رشدا" [1].
وقوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً} إلى قوله: {مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً} [2] فيه مسائل:
الأولى: من آيات النبوة وإليه الإشارة بقوله "بالحق".
الثانية: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} وهم الشبان، وهم أقبل للحق من الشيوخ، عكس ما يظن الأكثر.
الثالثة: قوله: {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} فلم يسبقوا إلا بالإيمان بالله.
الرابعة: ما في الإضافة إلى ربهم من تقرير التوحيد.
الخامسة: في قوله: {وَزِدْنَاهُمْ هُدىً} إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها، ومن عمل بما يعلم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم.
السادسة: أن المؤمن أحوج شيء إلى أن يربط الله على قلبه، ولولا ذلك الربط افتتنوا.
السابعة: قولهم: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذه الربوبية هي الألوهية.
الثامنة: المسألة الكبرى: أن من ذبح لغير الله أو دعا غيره فقد كذب بقول "لا إله إلا الله" وقد دعا إلهين اثنين واتخذ ربين.
التاسعة: المسألة العظيمة المشكلة على أكثر الناس: أنه إذا وافقهم بلسانه مع كونه مؤمناً حقاً، كارهاً لموافقتهم فقد كذب في قوله: "لا إله إلا الله" واتخذ إلهين اثنين، وما أكثر الجهل بهذه والتي قبلها. [1] هذا جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في مسنده "6: 146، 147" والحاكم في مستدركه "1: 521، 522" وصححه، ووافقه الذهبي. [2] سورة الكهف: الآيات "13- 26".
نام کتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير نویسنده : الحسيني، مسعد بن مساعد جلد : 1 صفحه : 249