responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم العقيان في أعيان الأعيان نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 67
على أَن صَاحب الدمل ضَعِيف لَا يزار. وَكلما قصد اسْتِعَارَة الصَّبْر وتهجم عَلَيْهِ اللَّيْل رَجَعَ عَن ذَلِك واستعار اسْتعَار. فتراني كلما جن اللَّيْل سلسلته بالدموع. وَنحل جسمي فِي هَذِه الْعشْر لَيَال لعدم الْمطعم والهجوع. وَالْوَاقِع أَن الْبكاء لَا يسمن وَلَا يُغني من جوع. فاقسم بِالْفَجْرِ، وليال عشر، لقد فطر هَذَا الصّيام قلبِي، وقطعني عَن المخاديم ورميت بالنوى فطار لبي وَأعظم من لَا يعرف الْأَلَم، وَلَا يفرق بَين الْبُرْء والسقم، إِذْ لم يرني مَعَ الساجد والراكع، وَلَا جمع بيني وَبَينه فِي هَذَا الشَّهْر جَامع، وَقَالَ لي مثلك يفرط فِي هَذَا الْعشْر. وَقِرَاءَة لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر. فَلَمَّا رَأَيْته جَاهِل دائي تَلَوت لَهُ سَلام هِيَ حَتَّى مطلع الْفجْر. وَلم يقْصد الْمَمْلُوك بِهَذِهِ السقطات إِلَى المخدوم التهجم عَلَيْهِ، أَلا لكَونه سيد وَالْعَبْد منتسب إِلَيْهِ.
وَلَا بُد من شكوى إِلَى ذِي مُرُوءَة ... يواسيك أَو يسليك أَو يتوجع
فمولانا وَأَن كَانَ عين الْوَقْت وَمحله الصَّدْر، فقد أَصَابَهُ مِمَّا شَكَوْت مِنْهُ جَانب. وَيعلم قدر مَا يقاسي الْمَمْلُوك من هَذَا الْعَارِض وَمَا هُوَ من هَذَا الكاس شَارِب. فليصفح سَيِّدي عَمَّا فِيهِ من الخطا فَإِنَّهُ أَكثر من الصَّوَاب، ويتجاوز عَن العَبْد فَإِنَّهُ مصاب، ويعف عَن الْقَلَم الَّذِي قد يعثر فِي طرسه وَهُوَ من الْأَدَب قَلِيل الْحَاصِل، وَلَيْسَ لَهُ حَظّ فِي الْخط فَمَا حَقه أَن يُقَال فِيهِ إِلَّا ملقى فِي الْكِتَابَة كمد وَاصل. وَالله تَعَالَى ينقذ مَوْلَانَا مِمَّا يكره، وَينفذ فِي أعدائه أمره، وَيرْحَم سلفه، ويبقي خَلفه، ويديم سيادته، وَيزِيد شرفه، بمنه وَكَرمه آمين. فَأجَاب الشريف رَحمَه تَعَالَى الله: أما بعد حمد الله رَافع شهب الْهدى

نام کتاب : نظم العقيان في أعيان الأعيان نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست