responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظم العقيان في أعيان الأعيان نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 76
وَإِذا عكس هَذَا الْقَبِيح صَار مَعَ المليحة مليحاً. لَا يتأوه إِذا جلده سلخ وَكم لَهُ فِي الْأَطْعِمَة من مزية لَا يسمن وَلَا يُغني من جوع إِذا أكل بَعْدَمَا طبخ. دم طَاهِر لَيْسَ بطحال وَلَا كبد، جامد مذاب أحبب بِهِ من ذائب وجمد. تركي أسود، وَهُوَ لعمري شَيْء لم يعْهَد. كم أوذي وصبر على الْأَذَى، وَاسْتعْمل فِي المأكل وَالْمشْرَب وَرُبمَا كَانَ أَسْوَأ من القذى. إِذا ورد المَاء وَهُوَ يروي عَن الصفي غَادَرَهُ يروي عَن ابْن الْمُنْذر، وَيشْرب من لطافته كَمَا قَالُوا فِي المَاء العكر. مَذْكُور فِي كتاب الله الْعَزِيز، ويكفيه مثل ذَلِك فِي التبريز. يصحب النافر والآنس، وَهُوَ خَاتم الرَّحِيق وَفِيه فَلْيَتَنَافَس المتنافس. لَا يُنكر شمه وَيَرَاهُ المزكوم والأعشى، وَمَتى ناقشه الدّرّ وَقَرَأَ للونه سُورَة " وَالضُّحَى " تلى هُوَ للونه " وَاللَّيْل إِذا يغشى ". بل هُوَ بالفضيلة أخص، حَيْثُ جَاءَ إسمه فِي الْكتاب وَالسّنة بِالنَّصِّ. أسود تهواه الْبيض، وَرُبمَا حملت المليحة مِنْهُ بَعْدَمَا تحيض. إِذا شقّ ثَوْبه وتناثر أعظم بِهِ من سَاقِط لكل لاقط، وَهُوَ الْمُنْفَرد المسجون إِذا أفلت وخالط كَانَ ألطف مخالط. ذكي لم يزل عِنْد أهل الذكاء مَحْفُوظًا، أسود الْجلْدَة مَا برح عِنْد بيض الْوُجُوه مَحْفُوظًا. ذكره بالجميل شَائِع، ويدور عَلَيْهِ الفهر الدوران المتتابع، والجميل مَعَ ذَلِك مِنْهُ ضائع. يمدحه الأدباء والبلغا، وَقد سود من الله عِنْد من طغا وبغى. كثير الْإِنْصَاف، لعدم ميله إِلَى الْخلاف. ترَاهُ كبعض النسا يهوى السحاق، ويألفه ذَوُو الْغنى كَيفَ لَا وصوته ناشٍ عَن إِسْحَاق. إِذا حَبسته ألف حَبسك، وَإِن مسيته مسك. فَأكْرم بك كتاب ختامه مسك، وَأعظم برسالة جزالة بلاغتها يَا فكري الفاتر تؤسك. أَي وَالله.

نام کتاب : نظم العقيان في أعيان الأعيان نویسنده : السيوطي، جلال الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست