نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 121
ترى مَن غدا في السِّحرِ أستاذَ طرفِهِ ... فهاروتُ لم يقدِر على ذلك السِّحرِ
يضيقُ وعاءُ الدهرِ عنه جلالةً ... ومن عجبٍ يحويه مع ضِيقِه صدرِي
وما احترتُ حتى اخترتُ حبِّيهِ مذهبي ... ومدحُ ابن فتحِ الله فردِ الورَى ذُخرِي
فتًى قد حمدتُ العيشَ مذ صحِبته ... وسافهتُ حظِّي من خلائقِهِ الغُرِّ
أحيِّي إذا حيَّيتُه الروضُ ناضِرا ... وأشتمُّ عرفَ النشقِ من زهرةِ النهرِ
رطيبُ مهزِّ الجودِ مورِقُ عوده ... وأبلجُ وجهِ العرفِ مستوضَحَ البشرِ
إذا ما سقَى غصنَ اليراعةِ نِقسُه ... جنينَا ثِمارَ الفضلِ في الورقِ النَّضرِ
له الشِّيمُ الشُّمُّ التي لا ينالُها ... فتًى علَّق الأذيالَ بالأنجُمِ الزهرِ
تُبارينَ أحداثَ الزمانِ فتنْبرِي ... كما انْتفضَ العصفورُ من صولة الصقرِ
فتًى يتسامَى بالتَّواضعِ جاهداً ... ويعجبُ من أهلِ المخيلةِ والكبرِ
عليه من المجدِ المؤثَّلِ حُلَّةٌ ... تجرُّ ذيولَ الأريحيَّةِ والفخرِ
وفيه خِصالٌ قَّصر الحمدُ دونها ... وأبلغُ شكرٍ يُستفادُ لها شكرِي
وإن أيادِيه ثنتْ وجهَ همَّتي ... إلى الخُلقِ الفضفاضِ والنَّائلِ الغمرِ
ولي فيه من صدقِ العناية لحظةٌ ... ترينِي ابْتسامَ الحظِّ عن شنَبِ الثَّغرِ
فشكراً لدهرٍ جادَ لي بلقائِهِ ... فنوَّه لي من حيث أدرِي ولا أدرِي
وسقياً لأرضٍ ألَّفتْنا وحضرةٍ ... بها ضمَّنا كالعقدِ أستاذُنا البكرِي
علوْنا على النِّسرين تحت جناحِه ... فنحنُ إلى ما فوقَ أفقيهُما نسرِي
وما زالَ يكسُونا شمائِل غضَّةً ... يقعْنَ مقامَ النُّورِ في المنبتِ النضرِ
نفدِّيه بالخمسِ الحواسِ وإنَّنا ... لنعقِد أن عدَّتْ عُلاه على العشرِ
فحيَّى على رغم الكواكِبِ غرَّةً ... يرينا سناها كيفَ شعشعةُ البدرِ
عليها من النُّورِ الإلهي مِسحةٌ ... بها تنْجلي الجُّلى ويُمحى دُجَى الإصرِ
أمولاي يا شاهينُ لا زلْت دائماً ... مجدًّا إلى قنصِ المفاخر بالبرِّ
فكم لك من صيْداتِ فضلٍ وسؤددٍ ... يُرَى دونها وقعُ المهنَّدةِ البُترِ
عرفْتُكَ من بين الأنامِ فلم أكنْ ... لغيرك أطْوِي الصدرَ إلا على نُكرِ
بعثْتَ إليَّ الرَّوحَ في لذَّةِ المُنى ... وطيبَ التَّهاني في بُلهْنِيَةِ العمرِ
فرائِد آدابٍ نظمْتَ عقودَها ... مُفضَّلة تمتاز في الطِّرس كالشَّذرِ
قوافٍ كأنفاسِ الخُزامَى صَقيلةٌ ... بريح النُّعامى تمترِي عَنْبر الشِّحرِ
فلا زلت تُهدِي مثلَها من قصائدٍ ... بها الشعرُ يبقى دهرَه نافِق السِّعرِ
ودُونكها عذراءَ لا عذرَ عندها ... لمن ليس يصْبو والهوى عنده عُذري
تمازَج معناها ورائِقُ لفظِها ... كما مزجوا ماءَ الغمامة والخمرِ
فإلاَّ تكُنْه أو يكُنْها فإنه ... وإيَّاها سِيَّانِ في سُرعة السكرِ
وسامحْ فخطبُ الدهر منِّي لم يدعْ ... مُعيناً على خطبٍ لقيتُ ولا فكرِي
ومثليَ إذ أهداك نظماً يُجيده ... كمُهدي الضِّيا للبدرِ والدُّرِّ للبحرِ
فأنا إذا صُغتُ القوافي أريْت من ... يُجاريك فيها صنعةً أنجُمَ الظُهرِ
بقِيت على الأيَّامِ خيرَ مؤمَّلٍ ... برأْيك أسْتعدي على نُوَبِ الدهرِ
ولي فيك مدحٌ ليس يهرَم نظمُهُ ... ولو صارت الأهرامُ كالعِهْنِ في مصرِ
وأنشدني من لفظه لنفسه، من قصيدة، مطلعها:
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 121