نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 157
وله في علو الهمة محكم الذكر، وفي درك المهمة الفكرة الثابتة والعزمة البكر.
فهناك تتوقى الأيام حذرة، وتأتيه الليالي مما لم تجن معتذرة.
ولو أن هارُوتَ البيانِ يزورُه ... بلا فتنةٍ للناس علَّمه السحرَا
وفضلاء الوقت لا تفارق جمعه، والأمداح من كل فمٍ تقرظ سمعه.
ومجلسه إما علم ينيله، أو بحث يجيله.
أو شعر يفترعه، أو بكر معنىً يخترعه.
وأخصاؤه من الذين يعرفون القول ويتهافتون عليه، يودون أن مسامعهم وأبصارهم لم تصرف إلا إليه.
ربيع مَعالٍ بالفضائل مُخْصِبٌ ... لذلك بردُ الآلِ في حَيِّهِ اخْضَرَّا
وفي بَحْر أنْسابٍ إذا غاص غائصٌ ... فليس بِرَاءٍ مثلَ جوهرِه دُرَّا
وله من شريف الكلام، ما تتشرف به الأقلام.
فمن ذلك قوله في الغزل:
أملٌ ليس ينْقضى في تمَنِّى ... نظْرةٍ تُسْتعادُ عند الْتِفَاتِكْ
ليس أرْضاك مُسْرفاً في تجنِّي ... كَ بحالٍ والحسنُ بعضُ صِفاتِكْ
لك في كل مهجةٍ راضَها ال ... حُبُّ هوىً يُسْتطاب في مَرْضاتِكْ
بقَوامٍ يُمْلي علىَّ إذا ما ... لَ حديثَ الرِّماحِ في لَفَتاتِكْ
ومُحيّاً يُرِى ضئيلَ نُحولِي ... لعذُولي والصبح للسِّتر هاتِكْ
وسَنا مَبْسَمٍ إلى الرُّشد يهدى ... هائما ضلَّ في دُجَى مُرْسَلاتِكْ
يا بديعاً تحكي الرياض سَجايا ... هُ أقِلْ مُهْجتى شَبا لَحظاتِكْ
أنا مَن لايُحِيله فَرْطُ إعْرا ... ضِك عن مَذْهب الوَلَا وحَياتِكْ
وعلى مقلتى رقيبٌ من الوجْ ... دِ أرى في لِقاه بهجةَ ذاتِكْ
حَسْبُ قلبٍ وناظر يتمنَّا ... كَ بأن لايرَى سوى حسناتِكْ
مُلَح تسلِب النُّهَي ومَزَايَا ... أيها يُستطاع واللّحْظُ فاتِكْ
ومن مقاطيعه قوله:
بين تثنِّيك واعتدالِكْ ... مكائدٌ تقطع المَهالِكْ
ودن ألْحاظِك المَواضِي ... مصائدٌ كم بهنَّ هالكْ
ومن معمياته قوله، ويخرج منه اسم جمال:
وشادِنٍ أسْفَر عن وجهِه ... فأشْرق الكونُ به واستْنارْ
وقد رَنا نحوي بألْحاظِه ... وسهُمها فاق فَدار العذارْ
وقوله، ويخرج منه اسم خضر:
سطَا بلَحْظٍ مُثْخِنٍ في الحَشا ... ظَبْيٌ جيوشُ الحسن أنصارُهْ
وكيف لا يُثخن قلبي سَطا ... سَفْك دم العشاق مِعْشارُهْ
وقوله، ويخرج منه اسم مهدي:
أهْواه كالغصنِ لَيِّناً بَهِجاً ... تلطَّف في سَلْب مهجتي خُدَعُهْ
مُعنِّفي فيه لا تكن خشِناً ... مَن ذا بقلبي مكانه أضَعُهْ
وقوله، ويخرج منه اسم شعبان:
قد أثَّرتْ شمسُ النهار بوجه مَن ... أرْبَى عل قمرِ السماءِ إذا اتَّسَقْ
ورقى العِذارُ على صحيفةِ خدِّه ... لمَّا بدا من تحته ذاك الشَّفَقْ
وقوله، يخرج منه اسم حسن:
دَعِ الجهلَ والْزم ساحة المجدِ واطَّرِحْ ... عُلُوقاً بأسْباب الزمان المماطِلِ
فهل يُرْتَجَى دهرٌ يُفوهُ بلا فمٍ ... بخَفْضِ أعاليه ورفْع الأسافلِ
وقوله، ويخرج منه اسم علي:
بِرُوحي أَنيسٌ نرى طَرْفَه ... مَخائلَ وصلٍ لِسلْبِ النُّهىَ
يُقارب خَطْو تلافٍ نأَى ... وبالقلبِ يلهو ولا مُنْتهَى
وله فصول قصار، كل فصل منها تقصار.
فمنها: حسن السيرة، خيرٌ من كثرة العشيرة.
كمال الوجاهة، أن يصون المرء عرضه وجاهه.
رونق المقال، أن يطابق مقتضى الحال.
كثرة المرا، تحل وثيق العرى.
صنائع المعروف، تقى مصارف الصروف.
تقارب الخطى، تحفظك من الخطا.
متابعة الهوى، تحيدك عن حد الاستوا.
من رفق في الطلب، علق بالأرب.
من ساهم من دونه، اتهم بالرعونة.
من تخلق بالأناة، تمنطق بمناطق النجاة.
من فوض أمره لمولاه، أمن مما يحذره ويخشاه.
وكان يوماً في روضٍ فينان، اخضرت فيه خمائل وأفنان.
وهو منشرح الصدر، وندماؤه حوله كالنجوم أحاطت بالبدر.
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 157