نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 170
ليالٍ بَراها القصْرُ حتى كأنما ... تكنَّفَها من كلِّ ناحيةٍ فجرُ
كأن دُجاها في أدِيمِ نهارِها ... عَصِيم مُدادٍ كاد يجْحدُه السِّفْرُ
كأن به الجوازءَ عِقْدُ لآلىءٍ ... تطوَّقَه من صَدْرِ زنْجيَّةٍ نَحْرُ
كأن الثريَّا في اختلافِ نُجومِها ... بوادرُ آمالٍ يُحاولُها الحرُّ
كأن السُّها معْنًى دقيقٌ فيخْتِفي ... ويبْدو جِهاراً إن تراجَعه الفكْرُ
توارد في هذا التشبيه من البابي الحلبي، في قوله:
كأن السُّهَا معنًى يجولُ بفكْرةٍ ... فآوِنةً يخْفَي وآونةً يبْدُو
ابن هانىء:
كأن سُهاها عاشقٌ بين عُوَّدٍ ... فآونةً يَبْدو وآونةً يخْفَى
ابن خفاجة:
كأن السُّها إنسانُ عينٍ غَريقةٍ ... من الدمعِ يبْدو كلما ذرَفَتْ ذَرْفَا
حازم:
كأن السُّها قد دَقَّ من فَرْطِ شوقِه ... إليْها كما قد دقَّق الكاتبُ النَّقْطَا
ابن جاندار:
كأن السُّها ذوُ صَبْوةٍ غالَه النَّوى ... فأنْحَله والبَيْنُ للصَّبِّ يُنْحِلُ
وله:
كأنَ بني نَعْشٍ سَفِينٌ تخالفَتْ ... عواصفُها وَهْناً فشتَّتها البحرُ
كأن سُهَيْلاً حين صَوَّب آفِلاً ... فُؤادُ مُحِبٍّ راح يُرْجِفه الهجرُ
ابن هانىء:
كأن سُهَيْلاً في مَطالع أُفْقِه ... مُفارِقُ إلْفٍ لم يجدْ بعده إلْفَا
ابن خفاجة:
كأن سُهَيْلاً فارسٌ عايَنَ الوغَي ... ففَرَّ ولم يشْهَد طِراداً ولا زَحْفا
حازم:
كأن سُهَيْلاً إذْ تناءتْ وأنْجدَتْ ... غدا يائساً منها فأتْهَم وانْحَطَّا
وله:
كأن به الشِّعْرَي الغُمَيْصَاَء خَلفَه ... شقيقته الخَنْساء يقدُمها صَخْرُ
كأن امْتدادَ الأُفْقِ فوق نُجومه ... قَساطِلُ حَرْبٍ زَغْفُ فرسانِها نَضْرُ
كأن عمودَ الصبحِ تحت هلاِله ... لتزْكيةٍ من تحت مِنْطقِه خَصْرُ
وله معميات في غايات الإتقان.
فمنها قوله، في اسم محمد:
رُبَّ ظبيٍ مُقَرْطَقٍ قد تبدَّى ... خلْتُ بدراً من فوقِه قد تلالاَ
لاح في الثَغْرِ جوهرٌ من ثنايَا ... هُ فأبْدى في الخَدِّ خالاً بِلالاَ
وقوله في هانىء:
حين بان الخَلِيطُ وازْدادَ وجْدِي ... قلتُ والدمعُ في الخدود يَسيلُ
يا رسوِلي إليه رُوحِيَ خُذْها ... مُنْجداً إثْرَهُ بها يا رسولُ
وقوله في سليمان:
لقد سقاني الحبيبُ كأساً ... لم أرْوِ منها ورُمْتُ أخرَى
فقال خُذْ ما بَقِي بكأْسي ... سُؤْرا وأحسِنْ بذاك سُؤْرَا
فعندما جاد لي بما في ... أواخِر الكأْسِ مُتُّ سُكْرَا
وقوله في رمضان:
في يَدِ الارْتهانِ عَيْني تملَّتْ ... بعد عَشْرٍ بطَيْفِ من قد تولَّتْ
مُذ أغارتْ وأنْجَدتْ بفؤادِي ... من رهينٍ لحيثما هي حلَّتْ
وقوله في صالح:
لم أَنْسَه وَسْنانَ يأسِر طرفُه ... عَرَضاً إذا ترك القلوبَ أسارىَ
صاد القلوبَ بطَرْفِه وقَوامِه ... من بعد ما قد حلَّ فيه ودارَا
وقوله في عبد اللطيف:
يالَساقٍ ناشِرٍ لْلأدبِ ... دار مَعْ طَيِّ بِساطِ الأرَبِ
لابسٍ من نَشْرِ ما دار به ... ثوبَ عَرْفٍ هزَّني للطَّرَبِ
وقوله في علي:
غَيْم رفيعٌ لم يكَدْ ... يبْدو لشمسِ الأُفْقِ حاجِبْ
فغَدا يُقِلُّ الشمسَ لِي ... نُ قَوامِه من غير حاجِبْ
وقوله في سليم:
ورْقاءُ قلبيَ قد أضحتْ مُرفْرِفةً ... على قَوامِك يا مَن طرفُه عَجَمِي
وإنها هبَطتْ منه على غُصُنٍ ... فغُضَّ طَرْفَك وارْسلْه إلى القدَمِ
وهذا في غاية المنعة، فلهذا تعرضت إلى حله، فأقول:
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 170