نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 204
قال كعب:
فلا يُغرَّنْكَ ما منَّتْ وما وعدتْ ... إن الأمانِيَّ والأحلامَ تضْليلُ
وقد استحسنوا قول بعض الحكماء: الأماني أحلام المستيقظ.
ونظمه القاضي محمد بن هبة الله الحسيني الأندلسي، فقال:
كم ضيَّعتْ منك المُنَى حاصلاً ... كان من الواجبِ أن يُحفْظاَ
فإن تعلَّلتَ بأطْماعِها ... فإنَّما تحلُم مُستْيِقظَا
ومن النوادر:
أحاديثُ نفسٍ كاذباتٌ وما لَها ... فوائدُ إلا أن تسُرَّ الفتى العانِي
وأكثرُ ما تُمْليه يظهُر ضِدُّه ... فكلُّ أمانِي القلبِ أحْلامُ يَقْظانِ
وأحسن منه:
إنما هذه الحياةُ مَنامٌ ... والأمانيُّ حُلمٌ بها المرءُ صَبُّ
فلهذا تأْني على العَكْسِ ممَّا ... كرِه الناسُ دائماً وأحَبُّوا
وشعره كثير مجموع في ديوان، والطرس يستدل على ما فيه من العنوان.
ومن منشآته، التي أعدها من بدائع مقولاته.
ما كتبه على لسان فرسٍ إلى مفتٍ بالروم، وجرى فيها على طريقة الوهراني، في رقعته التي كتبها على لسان بغلته، وعلَّقها في عنقها، وسيبها في دار الأمير عز الدين موسك.
فأما رقعة أبي، رحمه الله تعالى، فهي: الهمام المقدام في حلبة الرهان، والإمام المصلى به يقتدى المجلى والثاني في ميدان البيان.
غرة جبهة دهم الليالي، من شهب أيامه ربيع الفخار والمعالي.
جعل الله مجمل سعادته غنياً عن الإفصاح، وجياد أوصافه الحسنة متباريةً في ميدان المداح.
بجاه سيدنا محمد الذي علا على البراق، وتشرفت به الآفاق.
أنهى إلى عالي حضرته، بعد تقبيل سامي سدته.
أنه لا يخفى ما ورد على النبي النبيه، أهدى الله إليه صلاته وسلامه،: " الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
وإنني تلك الفرس الأصيلة الطرفين، والحجر العريقة الجانبين.
فأبى من العتاق المعنقية، وأمي من الصَّافنات الجياد السقلاوية.
نشأت بأراضي الشام، وشممت ذلك العرار والبشام.
وقد كان شرفني المولى بالرُّكوب، وأملت منه المطلوب.
وفزت بالمراد، وسبقت الجياد.
وتقدمت الحياشية أمامي، وحملت الغاشية قدامي.
ومشيت بالأدب والوقار، ولم يصدر مني عثار ولا نفار.
وقد طرق سمعي أن المولى صار فارس الميدان، وسابق يوم الرهان.
وامتطي الصدارة صهوة الإقبال، وسحب له جنيب العز والإجلال.
وملك زمام الأمور، وشد حزام العزم في مصالح الجمهور.
فحصل لي كمال السرور والنشاط، وكدت أن أفك نفسي من الرباط.
وأجد في المسير، إلى تهنئة جنابة الخطير.
لكن أقعدتني الأيام عن ذلك، ومنعتني عن سلوك هذه المسالك.
لما حل بي من مواصلة الصيام، والركوع والسجود عند القيام.
وتقدمني في المسير الرفيق، الذي اجتمعت أنا وإياه في طريق.
إن العوائقَ عُقْنَ عنك ركائبي ... فلهُنَّ من طربٍ إليك هَدِيلُ
وكان بلغني أنه ركض في ميدان حضرتك بعض اللئام، ووضع قديم قوله حيث شاء من الملام.
ونسبني إلى البطر والجموح، وسلوك طريقٍ من قلة الأدب مطروح.
وأن البحر على تعكر، والورد الصافي تكدر.
فوالله ليس لما قيل، أصلٌ أصيل.
وكنت أود أن أتوصل إلى بره، وأكرع من فائض بحره.
وأورد موارد إحسانه، وأفوز بلطفه وامتنانه.
فلا خير في حبٍ لا يحمل أقذاؤه، ولا يشرب على الكدر ماؤه.
وقد علم أن البهائم لا تعلم شعر أبي تمام، ولا تعرف شعر أبي الطيب الهمام.
ولا تطرب الخيل، إلا بسماع الكيل.
والعلاف، لا يعرف مسائل الخلاف.
وصاحبي وإن كان هو الأصيل العريق، كلنه مقتر للضيف في العليق.
كثير الشعر قليل الشعير، ينشد بلسان التقصير:
ومالي صنعةٌ إلا القوافي ... وشعرٌ لا يباع ولا يعار
فالشعير أبعد من الشعرى العبور، ولا وصول إليه ولا عبور.
فالبطن ضامر لا يشد عليه حزام، والفم خالٍ ليس فيه إلا اللجام.
وقد بليت بعد الهزال بالخرس، وأصبحت كما قيل: الجل خيرٌ من الفرس.
وغيري ممن ليس له أصل ولا فصل، ولا أدب عنده ولا فضل.
يرتع في رياض الإنعام، ويجهل أنه من الأنعام.
حمارٌ يسيَّبُ في روضةٍ ... وطِرْفٌ بلا عَلَفٍ يُربَطُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 204