نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 227
والخالُ مَركَزُ دَوْرٍ للِعذار بدا ... أم ذاك نَضْحُ عِثارِ الخَطِّ بالقلَمِ
أم حَّبةٌ وُضِعَتْ كيمْا تصيدَ بها ... حَبَّ القلوبِ فصادتْ كلَّ مُلتِئمِ
أم الفَراشُ هوَى طيرُ الفؤادِ على ... نارٍ بخَدِّك حتى صار كالفحمِ
قوله: والخال، البيت، من قول الرَّاميني الإستراباذيّ:
هل نضَحتْ أقلامُ خَطِّ العِذارْ ... في مَشْقِها فالخالُ نَضْحُ العِثارْ
أم اسْتدارَ الخدُّ لمَّا غَدَتْ ... نُقطُته مَركزَ ذاكَ المَدارْ
قوله: أم حبة، هذا كثير، وقد تقدم في ترجمة السَّفرجلانيّ.
وقوله: أم الفراش، هذا من قول عون الدين العجمي، وفيه زيادة:
لهيبُ الخدِّ حين بدا لعْيني ... هوَى قلبي عليه كالفَراشِ
فأحْرقه فصار عليه خالاً ... وها أثُر الدُّخان على الحَواشِي
وله يرثى والده، وقد توفي بالمصلى من قرى البحرين، لثمان خلون من شهر ربيع الأول، سنة أربع وثمانين وتسعمائة، عن ست وستين سنة وشهرين وسبعة أيام:
قفْ بالطُّلولِ وسَلْها أين سَلْماهَا ... ورَوِّ مِن جُرَع الأجْفان جَرْعاهَا
وردِّد الطَّرف في أطرافِ ساحتِها ... وأرِّجِ الوصلَ من أرْواحِ أرْجاهَا
فإن يَفُتْك من الأطْلالِ مَخْبرُها ... فلا يفوتَنْكَ مَرْآها ورَيَّاها
رُبوعُ فضلٍ يُضاهِي التِّبْرَ تُربتُها ... ودارُ أُنْسٍ يُحاكي الدُّرَّ حَصْباهَا
عدا على جِيرةٍ حَلُّوا بسَاحتِها ... صَرْفُ الزمانِ فأبْلاهم وأبْلاهَا
بدورُتِمٍّ غمامُ الموتِ جَلَّلها ... شموسُ فضلٍ سحابُ التُّرْبِ غَشَّاهَا
فالمجدُ يبكي عليها جازِعاً أسِفاً ... والدِّين يْندُبها والفضلُ ينْعاهَا
يا حَبَّذا أزْمُنٌ في ظلِّهم سلَفتْ ... ما كان أقصرَها عُمْراً وأحْلاهَا
أوقاتُ أُنْسٍ قضيْناها فما ذُكِرتْ ... إلا وقطَّع قلبَ الصَّبِّ ذِكْراهَا
باجِيرةً هجَروا واستوْطنُوا هَجَراً ... واهاً لقلبِ المُعنَّى بعدكم وَاهَا
رَعْياً لِلَيْلاتِ وَصْلٍ بالحِمَى سلَفتْ ... سَقْياً لأيَّامنا بالخَيْفِ سُقياهَا
لفَقْدكم شُقَّ جَيْبُ المجدِ وانْصدعتْ ... أركانُه وبكم ما كان أقْواهَا
وخَرَّ من شامخاتِ العلم أرْفعُها ... وانْهَدَّ من باذِخاتِ الفضلِ أرْساهَا
يا ثاوياً بالمُصَلَّى من قُرى هَجَرٍ ... كُسِيتَ من حُلَلِ الرِّضْوان أضْفاهَا
أقْمتَ يا بحرُ بالبحريْن فاجتمعتْ ... ثلاثةٌ كُنَّ أمثالاً وأشْباهَا
ثلاثةٌ أنت أنْدها وأغزرُها ... جُوداً وأعذبُها طعماً وأضْفاهَا
حَويْتَ من دُرَرِ العلْياءِ ما حَوَيا ... لكنَّ دُرَّك أعْلاها وأغْلاهَا
يا أعْظُما وَطِئتْ هامَ السُّها شرَفاً ... سَقاكِ من دِيَمِ الوَسْمِىّ أسْماهَا
ويا ضريحاً علَا فوق السِّماكِ عُلاً ... عليْك من صلَواتِ الله أزْكاهَا
فيك انْطَوى من شموسِ الفضلِ أضْوَءُها ... ومن مَعالمِ دينِ الله أسْناهَا
ومِن شوامِخِ أطْوادِ الفتوَّةِ أرْ ... ساها وأرفعُها قدراً وأبْهاهَا
فاسْحَبْ على الفَلَكِ الأعْلى ذيولَ عُلاً ... فقد حوَيْتَ من العَلْياءِ عَلْياهَا
عليك مِنّا صلاةُ اللهِ ما صدَحتْ ... على غصونِ أرَاكِ الدَّوْحِ وَرْقاهَا
ومن مقطعاته قوله:
لعينيْك فضلٌ كثيرٌ علىَّ ... وذاك لأنِّيَ يا قاتليِ
تعلَّمتُ من سحرِها فعقدتُ ... لسان الرَّقيبِ مع العاذلِ
وكتب من قزوين إلى والده، وهو بالهراة:
بقَزْويَن جسمِي وروحي ثوَتْ ... بأرضِ الهَراةِ وسُكانِهَا
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 227