نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 238
وبيان ذلك أن البيت ثمانية أجزاء يمكن أن تنطبق كل جزءٍ من أجزائه مع الآخر، فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات.
فالجزآن الأولان على رضي يتصور فيهما صورتان؛ التقديم، والتأخير.
ثم خذ الجزء الثالث، فتحدث منه مع الأول ست صور؛ لأنه ثلاثة أحوال؛ تقدمه، وتوسطه، وتأخره، ولهما حالان، فاضرب أحواله في الحالين تكن ستة.
ثم خذ الجزء الرابع، وله أربعة أحوال، فاضربها في الستة التي لما قبله، تكن أربعة وعشرين.
ثم خذ الخامس، تجد له خمسة أحوال، فاضربها في الصور المتقدمة، وهي أربعة وعشرون، تكن مائة وعشرين.
ثم خذ السادس تجد له ستة أحوال، فاضربها في مائة وعشرين تكن سبعمائة وعشرين.
ثم خذ السابع، تجد له سبعة أحوال، فاضربها في سبعمائة وعشرين، تكن خمسة آلاف وأربعين.
ثم خذ الثامن، تجد له ثمانية أحوال، فاضربها في خمسة آلاف وأربعين، تكن أربعين ألفاً وثلاثمائة وعشرين بيتاً.
ومن فوائده فيها، عند ذكر الغيبة، قوله:
وجوَّزُوا الغِيبةَ في مواضعِ ... لكنها قليلةُ المواقعِ
كرَدْعِ شخصٍ يفعلُ القبائحَا ... أو كان للشَّاهدِ أيضاً جارحاً
أو وصْفِه بما به يمتازُ ... بفعلِه كي يحصُل احْترازُ
ففي الحديث الفاسقَ اذْكروهُ ... يعرفُه الناس فيحذروهُ
وكلُّ ذا مع عدَمِ التَّقَّيةِ ... والخوفِ من ذي الشِّيَمِ الرَّدِيَّةِ
ومما يستحسن له قوله:
مدَّت حبائلَها عيونُ العِينِ ... فاحفظَ فؤادَك يا نجِيبَ الدينِ
في هجْرِها الدنيا تضيعُ ووصْلُها ... فيه إذا وصَلتْ ضَياعُ الدينِ
وهو من قول الآخر:
يا قلبُ دَعْ عنك الهوى واسترحْ ... فلستَ فيه حامداً أمْرَا
أضعتَ دنياك بهجرٍ وإن ... نلْتَ وِصالاً ضاعتِ الأخرىَ
ومثله للبابي:
طريقَ القضا لا بل طريقَ جهنَّمٍ ... ركبتُ فأضحى حلوُ عيشي به مُرَّاً
أمانٍ بها دنيايَ ضاعتْ فلم أنَلْ ... علَى أنني إن نِلْتُها ضاعتِ الأخرَى
وله:
لك اللهُ من دهرٍ توالتْ صرُوفُه ... علينا فأوْلَى ضدَّ ما نتمنَّاهُ
فقرَّبنا ممَّن نَوَدُّ بِعادَه ... وأبْعدنا عمَّن نحبُّ ونهْواهُ
وهو من قول المتنبي:
أما تعلَط الأيامُ فيَّ بأن أَرى ... بغيضاً تُنائِي أو حبيباً تُقرِّبُ
محمد بن حسن بن علي
بن محمد، المعروف بالحر
أغر، له الكلم الغر، حر، له النظم الحر.
إنِّي أرى ألفاظَه الغُرَّا ... عطَّلتِ الياقوتَ والدُّرَّا
له الكلامُ الحرُّ وهْو الذي ... ألفاظُه تستعبدُ الحُرَّا
وهو أحد هدايا الجبل، وأجل من انعجن باللأدب وانجبل.
وله الشعر الذي جمل به الأدب وزانه، وزين مقاطيع الشعر وأوزانه.
أطلعه أرق من خصر أهيف يتلفت، وأشهى من مقبل شادنٍ عليه القلوب تتفتت.
وقد أثبت له منه ما يطرب بأناشيده المطربة المطرية، ويرقص الأعراف بأغاريده المغربة المغرية.
فمن ذلك قوله:
لاح وجهٌ من رَبْع ليلى جميلُ ... ورقابُ الرِّكاب والرَّكْبُ مِيلُ
بعد ما كاد أن يُلمَّ بنا اليأْ ... سُ فزاد الرجاءُ والتَّأميلُ
فظننَّا الحبيبَ لاح وقلنا ... ذلك ما تشتهي القلوبُ فمِيلُوا
ذلك السُّؤْلُ والهوى والاماني ... للبرايا والقصدُ والمأمولُ
حدِّثونا فذا حديثٌ صحيحٌ ... حسَنٌ مُجْمَلٌ رواه جميلُ
كل دَمع فرضٌ على كل عينٍ ... وعلى العِيسِ وخْدُها والذَّمِيلُ
ثم مِلْنا إلى ربيعٍ رَبُوعٍ ... نحوها أنفسُ الجمادِ تميل
وكأن السُّهادَ للقوم كُحْلٌ ... وكأن الطريق للنَّوْم مِيلُ
بِيَ نقْصٌ من الكمال ومنهم ... للمحبِّ التَّتْمِيمُ والتكميلُ
كل حيٍّ في ذلك الحيِّ نَشْوا ... نُ هوىً وهْو عاملٌ مَعْمولُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 238