نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 276
مَشْربٌ كلُّه قَذًى سوَّغتْه ... إلفُ هذا النفوِس بالأجسامِ
ما أرى موتَ مَن فقدْنا من الإخْ ... وانِ إلا لفَرْط شوقِ الحِمامِ
هلكُوا هِمَّةً وأدركنا الَّل ... هُ بحُمْقٍ عشْنا به في جَمامِ
مَن أراد العيش الهَنِىَّ فلا يُعْ ... مِلُ فكراً فالعيشُ عيش السَّوامِ
وَيْكَ حتى م نحن غَرْقَى بحور الشِّ ... عِر أسْرَى سلاسلِ الأرْقامِ
قد عكَفْنا على غَوايتِنا نَضْ ... ربُ منها في غاربٍ وسَنامِ
قد غنَيْنا عن الدُّروس بما تُم ... لِى علينا صحائفُ الأيامِ
من عِظاتٍ تُتْلى بغير لسان ... وسطورٍ خُطَّت بلا أقلامِ
أرْمُسٍ دارِساتِ عهدٍ وأخرى ... طامِساتِ الصُّوَى وأخرى قِدامِ
ولوَ أنَّ العيونَ زال غَشاها ... لرأتْ كلَّ أَخْمَصٍ فوق هامِ
بل وفي وردةٍ ألف خَدٍّ ... وقضيبٍ يميسُ ألفَ قَوامِ
فلَكٌ دائرٌ وما هو إلَّا ... أجَلٌ ساهرٌ لقومٍ نيامِ
كم قرون طَحَنَّ أيضاً وكم تطْ ... حنُ أرحاؤُهنَّ بالإعدامِ
وقوله: " ولو أن العيون "، إلى آخر البيتين، معنى دقيق، وفي رُباعيّات عمر الخيام بالفارسيّ من نوعه أشياء كثيرة.
ولي في ترجمة رباعية من رباعياته:
في الاعْتبار بمَن مضى من قبلنا ... عِبَرٌ وتلك هدايةُ المسترشدِ
فلكم طوتْ ترْباؤُنا أُمَماً وهل ... مَيْتٌ بغير ثَرائِها لم يُلْحَدِ
حتى كأن شَقِيقها دمُ أسرةٍ ... سفَكتْ دماءَهمُ عيونُ الخُرَّدِ
وبَنَفْسَجُ الروضِ النَّدِىِّ كأنه ... خِيلانُ وَجناتِ الخدودِ الوُرَّدِ
ومن هذا قول المنجكيّ:
وإذا تأمَّلت الثَّرى ألْفيْتَه ... غُرَرَ الملوكِ تُداسُ تحت الأرْجُلِ
وقول السيد عبد الرحمن بن النقيب:
كم ضَمت التّرباءُ خَلْقاً قبلَنا ... من آخِر يقْفو سبيلَ الأوَّلِ
حتى كأن أدِيمَها ممَّا حوَتْ ... حبَّاتُ أفئدةِ الملوك العُدَّلِ
والمشهور فيه قول أبي العلاء المعرِّيّ، من مرثيَّته الشائعة:
رُبَّ لَحْدٍ قد صار لحداً مراراً ... ضاحكٍ من تَزاحُم الأضدادِ
صَاحِ هذى قُبورنا تملأ الرُّحْ ... بَ فأين القبور من عَهد عادِ
خفِّفِ الوَطْءَ ما أظن أديم الْأ ... رضِ إلَّا من هذه الأجسادِ
وقد شاركه فيه مهيار، في قوله:
رُوَيداً بأخْفاف المَطِيِّ فإنما ... تُداسُ جِباهٌ في الثَّرَى وخدودُ
ومنزع هذا كله قول أبي الطيِّب:
ويدفنُ بعضُنا بعضا ويمشي ... أواخرُنا على هامِ الأوالىِ
يريد بالأوالى الأوائل، وهو كثير في كلامهم، قال امرؤ القيس:
وأمنع عِرْسِي أن يُزَنَّ بها الخالِي
أي الخائل.
عودا إلى ما نحن فيه.
وما أحسن ظنَّه بربه، حيث قال:
لا أُبالي إن قبضتُ على ... سُنَنِ الإسلامِ قَطُّ عَنَا
رحمةُ الله التي وسِعتْ ... كلَّ شيءٍ لا تضيقُ بنَا
وهنا أنهى ترجمته بموشَّح له يذكر فيه عين الذهب، ويندب عيشاً له فيها ذهب:
بِأبي وَا بِأبِي وا بِأبي ... جَرْعةٌ من ماء عينِ الذهبِ
يارعاهُ الّلهُ من وادٍ وسيمْ ... رَقَّ فيه الماءُ واعْتلَّ النسيمْ
تُعرف النَّضرةُ فيه والنعيمْ ... عيشُنا فيه رَخِىُّ الَّلَبَبِ
غفلتَ عنه عيونُ النُّوَبِ
حيث ما يمَّمْتَ روضٌ وغديرْ ... وإلى جانبه ظَبْيٌ غَرِيرْ
وفِراشٌ مُنْقَنُ الوَشْىِ وَثِيرْ ... كمُلَتْ فيه دواعِي الطَّرَبِ
يؤْخذ الصيدُ به عن كَثَبِ
ونديمٍ شَبَّ في حجرِ الدلالْ ... لو عصَرْتَ الظَّرْف من عِطْفْيه سالْ
قمرٌ ينظر عن عيْنَيْ غزالْ ... وإذا ساجْلَته بالأدبِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 276