نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 285
أُجِلُّك أن ألْقاك بالعُذْر صادقاً ... وبعض اعْتذار المُذْنبين خِصامُ
أتبْعُد حتى ليس في البُعد مَطْمَعُ ... وتُعْرِض حتى ما تكاد تُرامُ
وتنْسى حقوقي عند أوَّل زَلَّةٍ ... وأنت لأهل المَكْرُمات إمامُ
ألم ألْقَ فيك الأسْرَ وهْو مُبَرِّحٌ ... وألْتذُّ طعمَ الموت وهْو زُؤَامُ
وأخْطو سوادَ الليل وهْو جَحافلٌ ... وأرْعَى نجومَ الأُفْق وهْيَ سِهامُ
هو الذنبُ بين العفو والسيفِ فاحْتكمْ ... بما شئتَ لا يعلو بفضْلك ذَامُ
ولا تَبْلُني بالبُعد عنك فإنما ... حياتيَ إلَّا في ذَراك حِمامُ
إذا ما جَزْيتَ السُّوءَ بالسُّوءِ لم يكنْ ... لفضلِك بين الأكْرمين مَقامُ
أعِدْ نظراً في حالتِي تَلْقَ باطنا ... سَلِيماً وسِرِّى ما عليه قَتَامُ
فمثلُك لم تْغِلب عوائدُ سُخْطِه ... رِضاه ولم يْبعُد عليه مَرامُ
فلا تُنْكرَنْ فيما تسَخَّطتَ ساعةً ... فقد مَرَّ عامٌ في رِضاك وعامُ
وإن عَزَّ ما أرْجوه منك فإنني ... لينفعني تسْليمةٌ ولَمامُ
فلا تُشِعرَنِّي غِرَّة اليأْسِ إنما ... أمامي وراءٌ والوراءُ أمامُ
أترْضى لفضْلِي أن يضيعَ ذِمامُه ... ومثلُك لم يُحْقَر لديه ذِمامُ
ومن بدائعه قوله في قسطنطينية:
تأوَّب مُخْتبِطاً للكرَمْ ... خيالٌ ألَمَّ شكا من ألَمْ
ديارٌ يخِرُّ لديها الخليجُ ... وتنْسَى المحاسنَ فيها إرَمْ
تعَدَّى العواصمَ ثم الدُّروبَ ... وكم ضَال في ضَالِها والعَلْم
يؤُمُّ الجزيرةَ دارَ العلوم ... ودَسْتَ المُلوك ومَرْعَى الهِمَمْ
أُسائِلُه لِمْ قرعْتَ الثغورَ ... وقَرْعُ الثغورِ دليلُ النَّدَمْ
وأُنْموذَج من جِنان النعيمِ ... لقد عجَّل الله فيها النِّعَمْ
وعلق بها فتى من بني زرقا العمامة، بصير بأسباب التبريح بصر زرقاء اليمامة.
عقد على أدق من الوهم الزنار، وألقى قلب هذا الموحد من شغفه بالنار.
فملأ من خمرة وجده كؤوسا لم يدن منهاعكر اللوم، ولم يبق قدحٌ في عهده إلا تطفح سوى هلال شهر رمضان.
واستمر يعاني ولوعة، ويطوى على يدي الصبابة ضلوعه.
إلى أن هلك الغلام، فقرأه بعده على العشق السلام.
فمما قاله فيه، من قصيدة:
وعصرٍ بقُسطَنْطينيَّةٍ قد قطعتُه ... على وَفْق ما قد كان في النفس والصدرِ
يميني بها كراسةٌ أجْتَلى بها ... علوماً لقد زاوَلْتُها غابِرَ الدهرِ
أُحرِّر منها في الطُّروسِ بدائعاً ... فأملا صدورَ القوم في الوِرْد والصَّدرِ
وطَوْراً أُحَلِّى من زمانيَ عاطلاً ... بِعِقْد نِظامٍ صاغَه صائغُ الفِكْرِ
مَعانٍ إذا ما صُرَّ دُرَّ وَعَى لها ... تراه بِصُرَّ راح وهْو بلا دُرّ
أُضمِّنها سَلْوى الحزين ورُقْيةَ السَّ ... ليمِ ومأخوذٌ من اللِّحظ بالسِّحْرِ
وكفُّ شِمالي للشَّمُول يَنابِعٌ ... إذا احْتشَّها الساقي أذاعتْ له سِرِّى
من العبْقرييِّن الذين تحمَّلوا ... نَقَا كَلْكَلِ الزُّنَّارِ فوق وَهَي الخَصْرِ
إذا اعْتمَّ زرقاءَ اليمامةِ خِلْتَها ... سماءً بها قد لاح نُورسَنا البدرِ
وإن قام بين الشَّرْب خلْتَ قَوامَه ... قَنَا ألفٍ قامت على وسَط السَّطْرِ
وإن أَتْرَع الكاساتِ خلْتَ يمينَه ... لُجَيْنا تُحلِّيها مَقامعُ من تِبْرِ
وإن نظرتْه العينُ نظرةَ ذي الهوى ... سقاني بكأسِ العين خمراً على خمرِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 285