نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 367
نِلْتُ من جُودِك العَمِيمِ نَوالاً ... وجبَتْ فيه حِجَّتِي وزَكاتِي
عرف الناسُ في حِماكَ وُقُوفِي ... فأجِزْني الوقوفَ في عَرَفاتِ
ومُرادِي لك الثوابُ وللرِّقِّ ... قضاءُ المَناسِك الواجباتِ
طَوْفُ بيت اللهِ الحرامِ وتَقْبِي ... لُ ثَرَى قبرِ سيِّد الكائناتِ
لم أُفارِقْ حِمَى العَليِّ لِبيْتٍ ... غيرِ بيتِ العَلِيِّ ذِ الدَّرجاتِ
وابْقَ واسلَمْ على الرَّجاءِ مَلِيكاً ... طَوْعُ ما تشْتهي الزمانُ المُواتِي
قلت: هذه القصيد مؤلفة من الدرر النضيدة، إذا أنشدت بين العذيب وبارق، تقول رواة الغرب يا حبذا الشرق.
ووقفت له على ضادية، بها فخر على كل من نطق بالضاد، وبلطف انسجامها ورونق نضارتها تروي كل صاد.
وهي:
قام يجْلُوها في الأجْفانِ غَمْضُ ... والنَّدامى نُوَّمٌ بعضٌ وبعضُ
والضِّيا يرمِي بها الفَجْر الضِّيا ... ولخيْلِ الصبح في الظُّلُمات رَكْضُ
وكأن الليلَ غَيْمٌ مُقْلِعٌ ... لَمَعانُ الكأسِ في جَنْبَيْه وَمْضُ
في رياضٍ نسَجتْ فيها الصَّبا ... ولَها في زهْرِها بَسْطٌ وقَبْضُ
ضَرَّج الوردُ بها وَجْنتَه ... والأقاحِي ضُحَّكٌ والآسُ غَضُّ
وكأنَّ النَّرجِسَ الغَضَّ بها ... أعْيُنُ الغِيدِ وما فيهنَّ غَمْضُ
وكأن الْبانَ قَدٌّ مائِسٌ ... كلُّ غصنٍ منه عِرْقٌ فيه نَبْضُ
وكأنَّ الأرْضَ ممَّا أنبتتْ ... زَهَراً جَوُّ السما والجوَّ أرْضُ
أحسن ما قيل في معناه:
وما غرُبتْ نجومُ الأفْقِ لكنْ ... نُقِلْنَ من السماءِ إلى الرِّياضِ
مجلسٌ طُلَّ دمُ الكأسِ به ... وله ظِلٌّ له طولٌ وعَرْضُ
نظمتْ فيه اللآلِي حَبَباً ... حين عنْها صدَفُ الدَّنِّ يُفَضُّ
بي وبالرَّاحِ الذي أجْفَانُه ... تحسِم البِيضِ صحاحاً وهْي فَرْضُ
كيف تَرْجُو البِيضُ نحْوي رَسْمَها ... ولها في خِدِّها رَدٌّ ونَقْضُ
ما وفَتْ دَيْنِيَ منها وَلَها ... في فُؤادِي أبداً نَشْرٌ ونَقْضُ
يا حبيباً قد غدَا مُعْتزِلِي ... ليس لي عن سُنَّةِ العُشَّاقِ رَفْضُ
إن يكُن قد شِيبَ دمعي بدَمِي ... حُمْرةً فالوُدُّ في الأحْشاءِ مَحْضُ
مُستقِرٌّ نُهِك العظمُ به ... بعد أن ذابَ له لحمٌ ونَحْصُ
وبقلبي عقْربُ الصُّدغِ له ... كلَّما هبَّ الصَّبا نَهْشٌ وعَضُّ
حمَّلت جسميَ أعْباءَ الهوى ... وهو لا يُمكِنُه بالثوبِ نَهْضُ
ومن خمرياته المشهورة:
أقَرقفٌ في الزُّجاجِ أم ذَهبُ ... ولُؤْلؤٌ ما عليه أمْ حَبَبُ
شمسُ عُلاً فوق دَنِّها شُهُبٌ ... والعَجَبُ الشمسُ فوقها الشُّهُبُ
حمراءُ قد عُتِّقتْ فلو نطَقتْ ... حكَتْ لِخَلْق السماءِ ما السبَبُ
إن لَهبَّتْها السُّقاةُ في غَسَقٍ ... يُحرِّك الليلَ ذلك اللَّهَبُ
وإن حَساها النَّدِيمُ مُصطبِحاً ... ألَمَّ في الجيشِ همّة الطَّرَبِ
لم أدْرِ من قبلِ ذَوْبِ عَسْجَدِها ... بأن يُرَى التِّبْرُ أصلُه العِنَبُ
للهِ أيامُنا بذِي سَلَمٍ ... سقتْك أيامَ وصلِنا السحُبُ
والروضُ بالمُزْنِ يانِعٌ أنِقٌ ... والغصنُ بالرِّيح هَزَّة الطَّرَبُ
والنهرُ يحتْاكه الصَّبا زَرَداً ... إذا نضَتْ من بوارِقٍ قُضُبُ
فخانَنا الدهرُ بالفرِاقِ وقد ... رَثَّتْ جَلابيبُ وَصْلِنا القُشُبُ
عجبتُ للدهرِ في تصرُّفهِ ... وكلُّ أفعالِ دهرِنا عَجَبُ
يُعانِدُ الدهرُ كلَّ ذي أدَبٍ ... كأنما نَاكَ أمَّه الأدَبُ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 367