نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 370
كالقِسِيِّ المُعَطَّفاتِ بل الأسْ ... هُمِ مَبْريَّةً بل الأوْتارِ
ثم تداول الشعراء هذا المعنى، وتجاذبوا أطرافه.
فمنهم الشريف الموسوي، حيث قال:
هُنَّ القِسِيُّ من النُّحُولِ فإن سَمَا ... طلبٌ فهُنَّ من النَّجاءِ الأسْهُمُ
وقد أخذه ابن قلاقس، فقال:
خُوصٌ كأمْثالِ القِسِيِّ نَواحِلاً ... فإذا سَمَا خَطْبٌ فهُنَّ سِهامُ
وقال ابن خفاجة:
وقِدْماً بَرَتْ منَّا قِسِيّاً يَدُ السُّرَى ... وفَوَّق منها فوقَها المجدُ أسْهُمَا
وهذا منزع عبد علي.
وما زَجَر الأنضاء سَوْطي وإنَّما ... إليك بلاَ سَوْقٍ تَسابقتِ الإبْلُ
يَمِينُك لا أقْصَى الزمانُ بها حَياً ... وكَهْفُك لا أوْدَى الزمانُ له ظِلُّ
وكلُّ لحاظٍ لستَ إنْسانَها قَذَىً ... وكلُّ بلادٍ لستَ صَيِّبَها مَحْلُ
وله من أخرى في مدحه أيضاً.
أولها:
يا دارَها بالشِّعب شِعب الحائلِ ... غادَاكِ مُرْفَضُّ الغَمام الهاطلِ
تبدَّلتْ عن كلِّ حالٍ آنِسٍ ... من أهلِها بكلِّ ناءٍ عاطلِ
عُجْنَا بها رِكابَنا لكي ترى ... ما فعلتْ أيدِي الزمانِ الماحلِ
كأنما كلُّ هوَى قُلوبِنا ... رُكِّبَ في قوائمِ الرَّواحلِ
والْتثمتْ جَحْفَلها تُرابُها ... فمُسْعِدي مُلْتثَمُ الجَحافلِ
إن مَصَح الدهرُ رُبَا رُبوعِها ... فليس تُمصَح الرُّبَى بهاطِلِ
وإن تُمتْ بعدَهم ديارُهم ... فالنَّازلون أنْفس المنازلِ
للهِ عيشٌ ذهبتْ نَضْرتُه ... كأنه رَقْدةُ ظِلٍ زائلِ
وليلةٌ قضَّيْتُها بعاقل ... سقَى الغمامُ ليْلتي بعاقِلِ
إذِ الثُّرَيَّا لِمَمٌ نُجومُها ... كأنها تُرْسُ فَتىً مُنازِلِ
والبدرُ في كبدِ السماءِ حائرٌ ... كأنه وعدُ حبيبٍ ماطلِ
أحْيَيْتُها مرتشِفاً بَلابِلاً ... تهْرُب عند شُرْبِها بَلابِلِي
أرشِفُها حتى إذا ما فرغتْ ... جمعتُ بين القُرط والخلاخِلِ
يحتمل أن يكون جمع بينهما في التمتع بالنظر فحسب، وأن يكون جمع بينهما في التمتع بالفعل، كما يقال في الكناية عن الفعل: رفع كراعها، وشال شراعها، وألحق قرطها بخلخالها.
ووقع لي في الإحماض:
ولقد ضلِلتُ عن الطريق بغادةٍ ... جعلَتْ رَشادِي سُخْرةً لضَلالِي
فحنَيْتُها فعلَ المُكِبِّ لِحاجةٍ ... وجمعتُ بين القُرْطِ والخَلْخَالِ
وإضلال الطريق، كناية عن ابتغاء ما لم يكتب الله.
لِلَّهْوِ ساعةٌ تمُرُّ خُلْسةً ... كأنها تقبيلُ ثَغْرِ راحلِ
هذا بعينه بيت المتنبي:
لِلَّهْوِ آوِنةٌ تَمُرُّ كأنها ... قُبَلٌ يُزوِّدها حبيبٌ راحلُ
وأصله قول البحتري:
وزمانُ السرورِ يمْضِي سريعاً ... مثلَ طِيبِ العناقِ عند الفِراقِ
ومن مديحها:
مُعتنِقُ الحِلْم اعْتناقَ فَتْكِه ... مُجْتنِبَ البُخْل اجْتنابَ الباطلِ
إذا ارْتدَى الفَضْفاضَ قال قائلٌ ... مَن نَظَر البُحورَ في الجداولِ
لا يلْتقي الحربَ بغير مُهْجةٍ ... جليلةٍ تُدْخَر للجلائلِ
وشُذَّبٍ إن صدرتْ رايَتُها ... سلم الصِّغاحِ كلم الأناظل
تركُض من غُبارِها بعارِضٍ ... تسْبَح من دِمائِها بوابلِ
يا مُظْمِىءَ الخيلِ كأنْ ليس لها ... غيرُ دماءِ الصِّيد من مَناهلِ
ومُورِدَ البِيضِ كأنَّ صَوْتَها ... على العِدَى قَعْقَعةُ السَّنادلِ
تختطِف الهامَ بها نَواشِداً ... لا قُطِّعتْ سواعدُ الصَّياقلِ
كأنَّما حَكْمَتُها على الشَّوَى ... حِكْمة لُقْمانَ على المفاصلِ
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 370