responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 485
يُحْيِي رُبوعاً طال ما لعبتْ بها الْ ... غِيدُ الحِسانُ نَواعِسُ الأجْفانِ
من كلِّ فاتنةِ اللِّحاظِ إذا رَنَتْ ... سلَبتْ بِسحْرِ اللَّحْظِ كلَّ جَنانِ
فكأنّما الأقمارُ تطلعُ في دُجَى ... ليلٍ من المُسْترْسِل الفَيْنَانِ
وكأنما تلك القُدودُ إذا انْثَنتْ ... قُضُبٌ تمايَلُ في رُبَى الكُثْبانِ
وبمُهْجتِي خِشْفٌ أغَنُّ مُهَفْهَفٌ ... أصْمَى فُؤادِي إذْ رنَا فرَمانِي
ظَبْيٌ مِن الأعْرابِ في وَجَناتِهِ ... قُوتُ القلوبِ وسَلْوةُ الأحْزانِ
باللهِ ما طالعْتُ طَلْعةَ وجهِه ... إلاَّ ورُحْتُ براحةِ النَّشْوانِ
ماءُ الشَّبِيبةِ فوق وَرْدِ خُدُودِهِ ... يجْرِي على مُتلَهِّب النِّيرانِ
ذابتْ عليه حُشاشتي وَجْداً به ... وصَبابةً وجَفَا الكَرَى أجْفانِي
لم أنْسَ أيامَ التَّواصُلِ واللِّقا ... والشَّمْلُ مُجْتمِعٌ بوادِي الْبَانِ
ومُنادمِي مَن قد هويْتُ وبَيْنَنا الصِّ ... رْفُ الكُمَيْتُ تُدار في الأدْنانِ
شمسٌ مَطالِعُها سُعودُ كُؤوسِها ... بين النَّدامَى في بُروجِ تَهانِي
في روضةٍ مَفْروشةٍ أرْجاؤُها ... بالوردِ والمَنْثورِ والرَّيْحانِ
يتراقَصُ النُّدَماءُ من طَرَبٍ بها ... بتراجُعِ النَّغَماتِ والعِيدانِ
لم لا يُواصِلُني السُّرورُ ونحْن في الْ ... فردوسِ بين الحُورِ والوِلْدانِ
وقوله، وعجز كل بيت معكوس كلمات صدره
تَيَّمَنِي مَن هويْتُ وَاكَمَدِي ... وَاكَمَدِي مَن هَويْتُ تَيَّمَنِي
حَيَّرنِي من سَناه حين بَدا ... حين بَدا من سَناه حَيَّرنِي
ترشُقني بالنِّبالِ مُقْلَتُه ... مُقْلَتُه بالنِّبَالِ تَرْشُقنِي
عَذَّبنِي بالصُّدودِ وَاتَلَفِي ... وَاتَلَفِي بالصُّدودِ عَذَّبنِي
صَيَّرنِي في هَواه ذا قَلَقٍ ... ذَا قَلَقٍ في هَواه صَيَّرَنِي
يُمْطِلُنِي باللِّقا ويُوعِدُنِي ... يُوعِدُنِي باللِّقا ويُمْطِلُنِي
الحسن بن علي بن جابر الهبل شهمٌ ندب، روض أدبه ما طرقه جدب.
افتن في الآداب، وسن فيها سنة ابن داب.
وله شعرٌ كاسمه حسن، وفضلٌ يقصر عن وصفه كل ذي لسن.
قال الصفي بن أبي الرجال، في حقه: لا عيب فيه سوى بعد بلاده، وقرب ميلاده.
فالمَنْدَلُ الرَّطْبُ في أوطانِه حَطَبُ
أما صغر الميلاد، فلله در أبي الطيب، حيث يقول:
ليس الحَداثةُ من حِلْمٍ بمانعةٍ ... قد يُوجَد الحِلْم في الشُّبَّانِ والشِّيبِ
وأما بعد الميلاد، فأمرٌ لا يعتبره الحذاق، وإن قالوا: القرب المفرط مانعٌ لإدراك الأحداق.
وقال بعض الناس:
عَذِيرِيَ مِن عُصْبةٍ بالعراقِ ... وقلبُهمُ بالجَفَا قُلَّبُ
يرَوْنَ العجيبَ كلامَ الغريبِ ... وأمَّا القريبُ فلا يُطْرِبُ
وعُذْرُهمُ عند تَوْبيخِهمْ ... مُغنيِّةُ الحيِّ لا تُطْرِبُ
لكن العاقل الفاضل لا يجنح إلى التقليد، حتى في تفضيل الحصباء على لآلي الجيد.
وإن الإنصاف، من أجمل الأوصاف.
انتهى.
وقد وقفت له على أشعارٍ شعشعها وروقها، واستدعى بها القلوب للصبابة وشوقها.
فأثبت منها ما اتسق اتساق النزعات الوجدية، وانتسق انتساق النسمات النجدية.
فمن ذلك قوله، من قصيدة أولها:
لو كان يعلم أنَّها الأحْداقُ ... يومَ النَّوَى ما خاطرَ المُشْتاقُ
جهِل الهوَى حتى غدَا في أسْرِه ... والحبُّ ما لأسِيرِه إطْلاقُ
ما لي أُكَنِّي بالنَّقَا عن غيرِه ... وأقولُ شامٌ والمُرادُ عِراقُ
يعجبني في هذا المعرض قول الحاجري:
خُمارُ هواك قد أتَى بالقَدَحْ ... والوقتُ صَفَا فقُم بنا نَصْطَبِحْ

نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين    جلد : 1  صفحه : 485
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست