نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 487
فقلتُ للعُشَّاقِ لمَّا بَدَا ... صَبْرٌ على ما كتَبَ اللهُ
وله في مليح يقرأ:
وساتِرٍ خَدَّه بمُصْحَفِهِ ... قلتُ له والفؤادُ في قَلَقِ
خِفْتَ على الوردِ من لَواحِظِنا ... يا غُصْنُ حتى اسْتترْتَ بالْوَرَقِ
وله:
لِفعْلِ الخيرِ تشْتُمُنِي ... وتَرْكِي بَثَّ أسْرارِكْ
فقلْ ما شِئْتَ في ذَمِّي ... فإنِّي الفاعلُ التَّارِكْ
وله في مليح خراز:
وبرُوحِي أفْدِيه خَارِزُ جُلِّهِ ... يُخْجِلُ البدرَ في الليالِي السُّودِ
يتراءَى للعاشقِين بسِكِّي ... نٍ تشُقُّ القلوبَ قبلَ الجلودِ
وله، في جندي باع سلاحه بعد مرض:
قام صلاحُ الدِّين مِن مَرَضِه ... واستقْبَل الدهرَ بعُمْرٍ جديدْ
لا تعجَبوا أن باعَ أسْيافَه ... كلَّفَه التَّنْقِيةُ أكلَ الحديدْ
وقوله:
إياكَ لا تَضَعِ المَدي ... حَ ولا تُرَى مُتغزِّلاَ
أتقول قافيةً وقد ... خَلتِ الدِّيار فلاَ وَلاَ
يريد قول الغزي:
خَلَتِ الديارُ فلا كريمٌ يُرْتجى ... منه النَّوالُ ولا مليحٌ يُعْشَقُ
وله:
صَدَّ وَصْلَ الحبيبِ عنِّي عَذُولِي ... راح يسْعَى إليه بالتَّفْنِيدِ
ورقيبٍ كأنما هو شهر الصَّ ... ومِ عندي فِراقُه يومُ عِيدِ
وله في مليح يعرف بالقاسمي:
وَافَى فقلتُ وقد رأيتُ له سَناً ... قمراً على غصنٍ رَطِيبٍ ناعمِ
يا قاسِمِي بحُسامِ فاتِرِ طَرْفِهِ ... ارْحَمْ بعِزِّك ذِلَّتِي يا قاسِمِي
وله، وقد أرسل إليه السيد يحيى بن محمد بن الحسن كتاباً ودراهم:
يحيى عمادَ الدِّين يا مَن له ... كَفٌّ يُنِيل السُّؤْلَ قبلَ السُّؤالْ
عِطْفِي قد اهْتَزَّ يا سيِّدِي ... مذ جاءَنِي منك خطابٌ ومَالْ
وله مضمناً:
لمَّا رآني مَن أحَبَّ مُفكِّراً ... نادَى إليَّ مُداعِباً بتلَطُّفِ
حدَّثتَ قلبَك بالسُّلُوِّ فقلتُ بلْ ... قلبي يُحدِّثني بأنّك مُتْلِفِي
وله، رباعية:
كم أكتُم لَوْعتِي وكم أُخْفِيها ... والدمعُ إذا جرَى وما يُبْدِيَها
يا مالِكَ مُهْجتِي رُوَيْداً بشجٍ ... ها مُهْجَتُه لدَيْك فانْظُر فيها
وله:
لا تعتبرْ ضَعْفَ مالِي واعتبِرْ أدَبِي ... وغُضَّ عَن رَثِّ أطْمارِي وأسْمالِي
فما طِلابِيَ للدُّنْيَا بمُمْتَنِعٍ ... لكنْ رأيتُ طِلاَب المجدِ أسمَى لِي
وله:
رُوَيْدَك من كَسْبِ الذنوبِ فأنتَ لا ... تُطِيقُ على نارِ الجحيم ولا تَقْوَى
أترْضَى بأن تَلْقَى المُهَيْمِنَ في غدٍ ... وأنتَ بلا عِلْمٍ لَديْك ولا تقوَى
وله:
افْزَعْ إلى البارِي وكُنْ ... ممَّا جنَيْتَ على وَجَلْ
وارْجُ الإلهَ فلم يَخِبْ ... راجِي الإلهِ علَى وجَلّ
وقد سبق إلى هذا في قول الأول:
كُنْ من مُدَبِّرِك الحكِي ... م عَلاَ وجَلَّ علَى وَجَلْ
وله في الثقة بالله:
ثِقْ بالذي خلق الورَى ... ودَعِ البَرِيَّةَ عن كَمَلْ
إن الصديقَ إذا اكْتَفى ... ورأَى غَناءً عنك مَلّ
وله:
رضيتُ بربِّيَ عن خَلْقِهِ ... وعن هذه الدارِ بالآخِرَهْ
سأسْعَى لطاعتِه طَاقَتِي ... وإن قصرتْ هِمَّتِي القاصِرَهْ
وقال، وقد رأى شعرةً بيضاء في رأسه:
شبابٌ غيرُ مذمومٍ تولى ... وشَيْبٌ قد أتى أهْلاً وسَهْلاَ
مضَى عمرِي الطويلُ ومَرَّ عَيْشِي ... كأنِّي لم أعِشْ في الدهرِ إلاَّ
الضد أقرب خطوراً بالبال عند ذكر ضده، فذكرت من قوله: رأى شعرةً بيضاء في رأسه ما حكى أبو الخطاب بن عون الحريري الشاعر، أنه دخل على أبي العباس الشامي المصيصي واجماً، ورأسه كالثغامة، وفي شعره واحدةٌ سوداء.
فقلت: يا سيدي، برأسك شعرةٌ سوداء!
نام کتاب : نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة نویسنده : المحبي، محمد أمين جلد : 1 صفحه : 487