نام کتاب : نكث الهميان في نكت العميان نویسنده : الصفدي جلد : 1 صفحه : 87
فعوجا على جفر الهباءة فأعجبا ... لضيعة أعلاق هناك ثمان
دماء جرت منها التلاع بملئها ... ولا ذحل إلا أن جرى فرسان
وأيام حرب لا ينادي وليدها ... أهب بها في الحي يوم رهان
فآب الربيع والبلاد تهده ... ولا مثل مود من وراء عمان
وأنحى على ابني وائل فتهاصرا ... غصون الردى من كزة ولدان
تعاطى كليب فاستمر بطعنة ... أقامت لها الأبطال سوق طعان
وبات عدي بالذنائب يصطلي ... بنار وغىً ليست بذات دخان
فذلت رقاب من رجال أعزة ... إليهم تناهى عز كل زمان
وهبوا يلاقون الصوارم والقنا ... بكل جبين واضح ولبان
فلا حد إلا فيه حد مهند ... ولا صدر إلا فيه صدر سنان
ومال على الجو نين بالشعب فانثنى ... بأسلاب مطلول وربقة عان
وأمضى على أبناء قيلة حكمه ... على شرس أدلوا به وليان
ولو شاء عدوان الزمان ولو بشا ... لكان عذير الحي من عدوان
وأي قبيل لم يصدع جميعهم ... ببكر من الأرزاء أو بعوان
خليلي أبصرت الردى وسمعته ... فإن كنتما في مرية فسلاني
ولا تعداني أن أعيش إلى غد ... لعل المنايا دون ما تعداني
ونبهني ناع مع الصبح كلما ... تشاغلت عنه عن لي وعناني
أغمض أجفاني كأني نائم ... وقد لجت الأحشاء في الخفقان
أبا حسن أما أخوك فقد مضى ... فوالهف نفسي ما التقى أخوان
أبا حسن إحدى يديك رزئتها ... فهل لك بالصبر الجميل يدان
أبا حسن ألق السلاح فإنها ... منايا وإن قال الجهول أماني
أبا حسن هل يدفع المرء حينه ... بأيدي شجاع أو بكيد جبان
توقوه شيئاً ثم كروا وجعجعوا ... بأروع فصفاض الرداء هجان
أخي فتكات لا يزال يحيئها ... بحزم معين أو بعزم معان
أرى كل ما يستعظم الناس دونه ... فولى غنياً عنه أو متغاني
قليل حديث النفس فيما يروعه ... وإن لم يزل من ظنه بمكان
أبي وإن يتبع رضاه فمصحب ... بعيد وإن يطلب جداه فدان
لك الله خوفت العدا وأمنتهم ... فذقت الردى من خيفة وأمان
نام کتاب : نكث الهميان في نكت العميان نویسنده : الصفدي جلد : 1 صفحه : 87