نام کتاب : نكث الهميان في نكت العميان نویسنده : الصفدي جلد : 1 صفحه : 97
قلة بصرى، فاستولى عليها وعلى صرخد، واستعان بالفرنج. فسار لقتاله معين الدين أنر ونازل القلعتين فملكهما. وكان الطنطاش له أخ يدعى خطلخ فآذاه وكحله وأبعده، فحضر إلى دمشق. فلما قدم أخوه الطنطاش إلى دمشق، حاكمه أخوه إلى الشرع وكحله قصاصاً. فبقي أعميين.
وتوفي الطنطاش رحمه الله تعالى في حدود الخمسين والخمسمائة تقريبا، والله تعالى أعلم.
أمية بن الأشكر: الكناني. من بنى ليث الصحابي رضي الله عنه. شاعر مخضرم. كان من سادات قومه. وكان له ابن اسمه كلاب، أكتتب نفسه في الجند الغازي مع أبي موسى الأشعري، في خلافة عمر رضي الله عنه. فاشتاقه أبوه وكان قد أضر فأخذ قائده بيده، ودخل به عمر وهو في المسجد. فأنشده:
أعاذل قد عذلت بغير قدر ... وماتدرين عاذل ماألاقي
فإن ما كنت عاذلتي فردي ... كلابا إذ توجه للعراق
فتى الفتيان في عسر ويسر ... شديد الركن في يوم التلاق
فلا وأبيك ماباليت وجدي ... ولاشغفي عليك ولا اشتياقي
وإيقادي عليك إذا شتونا ... وضمك تحت نحري واعتناقي
فلو فلق الفؤاد شديد وجد ... لهم سواد قلبي بانفلاق
سأستعدى على الفاروق ربا ... له عمد الحجيج إلى بساق
وأدعو الله محتسبا عليه ... ببطن الأخشبين إلى دفاق
إن الفاروق لم يردد كلابا ... على شيخين هامهما زواق
فبكى عمر رضي الله عنه، وكتب إلى موسى الأشعري، برد كلاب إلى المدينة. فلما قدم ودخل عليه، قال له عمر: ما بلغ من برك بأبيك قال: كنت أوثره وأكفيه أمره، وكنت إذا أردت أن أحلب له لبنا أجيء إلى أغزر ناقة في إبله فأريحها وأتركها حتى تستقر، ثم أغسل أخلافها حتى تبرد، ثم أحلب له فأسقيه. فبعث عمر رضي الله عنه إلى أمية فجأة فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى. فقال له: كيف أنت يا أبا كلاب؟ فقال: كما ترى يا أمير المؤمنين. فقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم. كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت. فبكى عمر رضي الله عنه وقال: ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى.
نام کتاب : نكث الهميان في نكت العميان نویسنده : الصفدي جلد : 1 صفحه : 97