نام کتاب : نور القبس نویسنده : اليغموري جلد : 1 صفحه : 23
وانظر لنفسك فيما أنت فاعله ... من الأمور وشمر فوق تشميري
وقال: تكلم أربعة أملاك بأربع كلمات كأنها رمية واحدة، قال كسرى: أنا على رد مالم أقل أقدر مني على رد ما قلت. وقال قيصر: لاأندم على مالم أقل وقد أندم على ما قلت. وقال ملك الصين: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني وإذا لم أتكلم بها ملكتها. وقال ملك الهند: عجبت لمن يتكلم بالكلمة وإن رفعت عليه ضرته وإن لم ترفع عليه لم تنفعه. قال الخليل: فطلبت لها نظائر في أشعار العرب فوجدتها، قال الشاعر " من الخفيف ":
حبس ما لم أقل عليَّ يسيرٌ ... وعسيرٌ ردُّ الكلام المقول
وقال آخر " من الكامل ":
ما لم أقله فلا أشعه ندامةً ... ومتى أقل يكثر عليَّ تندمي
وقال آخر " من الطويل ":
كلامك مملوك إذا لم تفه به ... وتلقاه إن أطلقته لك مالكاً
وقال آخر " من الرجز ":
عجبت للقائل قولاً هذراً ... متى يشع يدن إليه ضررا
وليس بالنافع إما سترا
وقال يزيد بن المهلب للخليل: يا أبا عبد الرحمان، ما تقول في السماح؟ فقال: هو إلى الكرم ارتياح، وفي النعم امتناح، وليس فيه كبير جناح، يغفر الله عما فوقه، ويأخذ بما هو دونه، وما أحبُّ أن أغرَّ بقولي ورعاً، ولا أهزُّ طبعا.
وسئل عن قولهم " من المتقارب ":
إذا كنت في حاجة مرسلاً ... فأرسل حكيماً ولا توصه
فقال: الحكيم الذي لايحتاج إلى وصية: الدرهم. - وقال: أكمل ما يكون الرجل عقلاً وذهناً وهو ابن أربعين سنة، وهي السنُّ التي بعث الله رسوله فيها، ثم يتغير وينقص إذا صار ابن ثلاث وستين، وهي السنُّ التي قبض صلى الله عليه وسلم فيها، وأصفى مايكون ذهنه في السحر. - وقال " من الوافر ":
إذا ضيقت أمراً زاد ضيقاً ... وإن هونت صعب الأمر هانا
فلا تجزع لأمر ضاق شيئاً ... فكم صعبٍ تشدد ثم لانا
وقال " من الوافر ":
وما بقيت من اللذات إلا ... محاورة الرجال ذوي العقول
وقد كانوا إذا عدوا قليلاً ... فقد صاروا أقل من القليل
وقال " من الوافر ":
وما شيءُ أحب إلى لئيم ... إذا سبَّ الكرام من الجواب
متاركة اللئيم بلاى جوابٍ ... أشدُ على اللئيم من السباب
وقال: الزاهد من لايطلب المفقود حتى يفقد الموجود. وقال: الجود بذل الموجود. وقال: الأيام ثلاثة: معهود ومشهود وموعود، فالمعهود أمس والمشهود اليوم والموعود غداً. وقال " من الرجز ":
حسبك مما تبتغيه القوت ... ما أكثر القوت لمن يموت
وقال " من السريع ":
غرَّ جهولاً أمله ... حتى يوافي أجله
ومن دنا من حتفه ... لم تغن عنه حيله
لايصحب الإنسان من ... دنياه إلا عمله
قال ابن المعتز: يستحسن من شعر الخليل في وصف الدنيا وذمها وترك الحرص عليها قوله " من الطويل ":
وما هي إلا ليلة ثم يومها ... وحولٌ إلى حولٍ وشهرٍ إلى شهر
مطايا يقربن الجديد من البلى ... ويدنين أشلاء الكرام من القبر
ويتركن أزواج الغيور لغيره ... ويبعدن جثمان الشحيح من الوفر
وقال " من الكامل ":
إذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخراً يكون كصالح الأعمال
وقال " من الكامل ":
عش مابدا لك، قصرك الموت ... لا مزحل عنه ولا فوت
بينا غنى بيت وبهجته ... زال الغنى وتقوض البيت
يا ليت شعري ما يراد بنا ... ولقلما تغني إذا ليت
وقال " من الكامل ":
المرءُ ذو صوت يعيش به ... في الناس ثم سينفذ الصوت
وقال " من الوافر ":
يعيش المرء في أمل ... يردده إلى الأبد
يؤمل ما يؤمل من ... صنوف المال والولد
ولا يدري لعلّ المو ... ت يأتي دون بعد غد
فلا يبقى لوالده ... ولا يبقي على ولد
وقال " من الوافر ":
أتبكي بعد شيب قد علاكا ... ولا ينهاك شيبك عن بكاكا
فهلا إذ بكيت على التصابي ... بكيت على الصبابة في صباكا
نام کتاب : نور القبس نویسنده : اليغموري جلد : 1 صفحه : 23