نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 289
وأطلق له المأمون خراج فارس وكور الأهواز مدة سنة، وقالت الشعراء والخطباء في ذلك فأطنبوا.
ومما يستظرف فيه قول محمد بن خازم الباهلي [1] :
بارك الله للحسن ... ولبوران في الختن
يا ابن هارون قد ظفر ... ت ولكن ببنت من فلما نمي هذا الشعر إلى المأمون قال: والله ما ندري خيراً أراد أم شراً.
وقال الطبري أيضا: دخل المأمون على بوران الليلة الثالثة من وصوله إلى فم الصلح، فلما جلس معها نثرت عليهما جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب، فأمر المأمون أن تجمع وسألها عن عدد الدر كم هو، فقالت: ألف حبة، فوضعها في حجرها وقال لها: هذه نحلتك، وسلي حوائجك، فقالت لها جدتها: كلمي يدك فقد أمرك، فسألته الرضى عن إبراهيم بن المهدي - قلت: وقد تقدم ذكره - فقال: قد فعلت، وأوقدوا في تلك الليلة شمعة عنبر وزنها أربعون منا في تور من ذهب، فأنكر المأمون ذلك عليهم وقال: هذا سرف.
وقال غير الطبري: لما طب المأمون الدخول عليها دافعوه لعذؤر بها، فلم يندفع، فلما زفت إليه وجدها حائضا فتركها، فلما قعد للناس من الغد دخل عليه أحمد بن يوسف الكاتب وقال: يا أمير المؤمنين، هناك الله بما أخذت من الأمر باليمن والبركة، وشدة الحركة، والظفر بالمعركة، فأنشده المأمون:
فارس ماض بحربته ... صادق [2] بالطعن في الظلم
رام [3] أن يدمي فريسته ... فاتقته من دم بدم [1] نشأ بالبصرة وسكن بغداد وكان كثير الهجاء ولم يمدح من الخلفاء إلا المأمون (الأغاني 14: 87 وطبقات ابن المعتز: 308 والورقة: 109 وتاريخ بغداد 2: 295) . [2] د: عارف. [3] أ: كاد.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 289