نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 365
القضاء النازل وفي ولايته قصد الإمام المسترشد حصار الموصل، فنازلها وضايقها مدة، وكان جقر المذكور قد حصنها وحفر خنادقها فقاتل الخليفة ورجع عنها ولم ينل منها مقصوداً [1] ، وذلك في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وكان بالموصل فروخ شاه ابن السلطان محمود السلجوقي المعروف بالخفاجي.
وذكر ابن الأثير في " تاريخ دولة بني أتابك " [2] أن الخفاجي صاحب هذه الواقعة هو ألب أرسلان بن محمود بن محمد لتربية عماد الدين زنكي أتابك - ولذلك سمي أتابك، فإنه [اللالا] الذي يربي أولاد الملوك، فالأتا بالتركية [3] هو الأب، وبك هو الأمير، فأتابك مركب من هذين المعنيين - وكان جقر يعارضه ويعانده في مقاصده، فلما توجه عماد الدين زنكي لمحاصرة قلعة البيرة قرر الخفاجي مع جماعة من أتباعه أن يقتلوا جقر، فحضر يوماً إلى باب الدارللسلام فنهضوا [4] إليه فقتلوه وذلك في الثامن، وقيل: يوم الحميس التاسع من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة [5] ، ولى عماد الدين زنكي موضع جقر زين الدين علي بن بكتكين والد مظفر الدين صاحب إربل، فأحسن السيرة وعدل في الرعية، وكان رجلاً صالحاً، رحمه الله تعالى.
ولما عاد زنكي إلى الموصل استصفى أموال جقر واستخرج ذخائره وصادر أهله وأقاربه، وكان جقر قد ولى بالموصل رجلاً ظالماً يسمى بالقزويني، فسار سيرة قبيحة وكثر شكوى الناس منه، فعزله وجعل مكانه عمر بن شكلة فأساء في السيرة أيضا فعمل في ذلك أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن شقاقا الموصلي المتوفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسائة:
يا نصير الدين يا جقر ... ألف قزويني ولا عمر [1] قال ابن الأثير (الباهر: 47) : وحفظها نصير الدين أحسن حفظ وقام فيها المقام المرضي ... فأقام الخليفة محاصراً لها نحواً من ثلاثة أشهر فلم يظفر بشيء. [2] الباهر: 71. [3] أد: فإن أنا بالتركية. [4] أج: فوثبوا. [5] هـ: سنة 537.
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 1 صفحه : 365