نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 12 صفحه : 342
ولا نرى سيدًا يوُفى بسيدنا ... إذا تَلبَّسَ وَعْثُ الأرض بالجَدَدِ
ألقى المراسي واشتدت عوارضه ... لما رَأَى سوءة تهدي إِلَى اللَبَد
ويقال اللُبد وهو قول الكلبي واللبد من بني عُبَيْد.
المدائني وغيره أن ابن أَبِي عصيفير الثقفي حبس فِي مال عليه، يُقَالُ أن مبلغه مائة ألف درهم، وبلغه أن مصعبًا قد أقبل يريد الكوفة ومعه الأحنف، فوجه إِلَى الأحنف من يَلْقَاه وأقام له النزل حتى ورد الكوفة ومعه الأحنف، فوجه إِلَى الأحنف من يَلْقَاه وأقام له النزل حَتَّى ورد الكوفة ثُمَّ أنزله فِي دار ابن أَبِي عصيفير، فقال الأحنف: فأين أخونا لا نراه فقد برَّ وأكرم فَقِيل: هُوَ محبوس بمال عليه، فكلم مصعبًا فِيهِ، فوهب المال له، ووهب الأحنف مثله، فصرفه الأحنف إِلَى ابن أَبِي عصيفير.
حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن صالح عن أَبِي زبيد عبثر أن الأحنف دخل الكوفة فاستطابها وقال: اللَّهُمَّ إن حضر أجلي فاجعله بالكوفة، فَإِن تربتها كالكافور، فمات بها ودفن، ومات فِي دار ابن أَبِي عصيفير.
قَالُوا: ولما حضرت الأحنف الوفاة قال: لا تند بني نادب، ولا تبكني باكية، وعجلوا إخراجي، ولا تؤذنوا بي أحدًا، فَلَمَّا مات آذنوا المصعب لتقدمه إليهم فِي ذلك، فأمر صاحب شرطته أن يأخذ بأفواه السكك فلا يدع امرأة تخرج فانتفجت امْرَأَة على حدج [1] لها على دابة، وكانت من بني عبيد وجعل تقول:
قل لأميري مصعب إنني ... سأندب المدفون بالقاع
أَنْدُبُه بالحقِّ لا أتلي ... بخير ما يَنْعَى به الناعي
الأحنف الخير ابن قَيْس ... أبا بحر إذا ما قصّر الساعي [1] الحدج: مركب للنساء كالمحفة. القاموس.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 12 صفحه : 342